“محنة الشتاء والصيف”.. ضحايا زلزال الحوز ينقلون صرخاتهم إلى الرباط
بعد مضي أزيد من 9 أشهر على الزالزال المدمر الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير في الثامن من شتنبر الماضي، ما يزال أهل دواوير عدة في المناطق التي أردتها الهزات العنيفة حطاما، يعيشون في الخيام تحت شمس صيف حارة تلت فصل شتاء “قاس”، بينما لا ينفك الأهالي يرفعون صرخات “الإنصاف” العاجل.
محنة الشتاء والصيف
قالت الفاعلة الجمعوية بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، سهام أزروال في حديثها ل”صوت المغرب” إن الساكنة تدق ناقوس الخطر أمام “معاناتهم المستمرة منذ ما يقارب العام في العراء تحت رحمة طقس قاس في الشتاء وفي الصيف”.
وواصلت المتحدث إياها في لقاء صحافي عقده ائتلاف المتضررين من زلزال الحوز اليوم الثلاثاء 9 يوليوز الجاري بالرباط، قائلة إن عمليات إعادة الإعمار متأخرة جدا، مشيرة إلى أن “الساكنة ترى أمامها سيناريو فصل شتاء آخر داخل الخيام أمام هذا الوضع”.
وأشارت إلى أن “هناك عدة أمور في طريقة تسيير الملف والتعامل معه، غير مفهومة” وأوضحت أن “هناك نوعا من الضبابية يلف المساطر” مؤكدة أنها تختلف من منطقة متضررة لأخرى، وقالت إن ذلك “يترجم في غياب تصور واضح عن طريقة ومعايير بناء موحدة”.
وشددت المتحدثة إياها أنه أمام هذه الأوضاع “الكارثية” التي يعانيها المتضررون “لا يجدون بالمقابل من ذلك من يتواصل معهم” مؤكدة أن “”أهالي هذه المناطق في حاجة إلى من يصغي بإمعان لمطالبهم أولا ثم العمل على تطبيقها”.
وأشارت الفاعلة الجمعوية إنه إلى جانب كل ذلك ثمة عائلات لم تستفد “حرفيا” من أي دعم كيفما كان، وقالت “إن هناك من لم يتلق لا دعم سكن ولا حتى تعويض ولا أي شيء بينما أودى الزلزال بكل مصادر رزقه” واصفة الأمر بـ”الكارثة الإنسانية”.
الجمعيات التي “تمد اليد”
ومن جانب آخر ذكرت أزروال أن المجتمع المدني بالمنطقة “لديها العديد من المبادرات والحلول الواقعية التي من شأنها تسريع عمليات البناء إلا أنه لا يتم التفاعل معها على النحو الذي ينبغي وتقابلها دوما الأبواب الموصدة من طرف السلطات المعنية” على حد تعبيرها.
وأكدت أن “أكثر ما تريده الساكنة حقا هو فتح باب الحوار معها والاستماع لمآسيهم من أجل استيعابها حتى يتم معالجتها على النحو المطلوب” موردة أن “هناك اختلافا شاسعة في الثقافة بين عقلية المدن وتلك التي بالقرى وبناء على ذلك لا يمكن لمسؤولي الرباط أن يحلوا مشاكل الساكنة من مكاتبهم دون النزول إلى تلك المناطق”. وفق كلامها.
خصوصية أبناء الأرض
وتابعت الفاعلة الجمعوية أن للمنطقة خصوصية ثقافية ينبغي “احترامها” خاصة فيما يتعلق بخطط إعادة الإعمار، التي وصفتها المتحدثة ذاتها بأنها “لا تشبه أهل الدواوير في شيء ولا تناسب نمط الحياة التي فتحوا أعينهم عليها” مضيفة قولها إن “السلطات تصرّ على محو معمارنا وتراثنا المحلي”. مؤكدة أن هؤلاء الناس ليس بمقدورهم العيش في الـ 50 مترًا مربعًا التي تخطط السلطات لتعميرها.
وأضافت قائلة: “يجب أن يعلموا أننا عائلات كبيرة العدد، وأن ترتيبات السكن الاقتصادي غير مناسبة أو قابلة للتكيف مع تمازيغت”، داعية إلى الاستجابة “حقا” لتوجيهات الملك محمد السادس فيما يتعلق باحترام الهندسة المعمارية المحلية.
نحو عام في العراء
ومن جانبها قالت كريمة سكيك متضررة من زلزال الثامن من شتنبر في حديث ل”صوت المغرب”، إنها قدمت إلى الرباط من أجل نقل صرخات الساكنة التي باتت تعاني في صمت “دون أن يلتفت إليها أحد” شيرة إلى أن “المسؤولين المعنيين بهذا الملف لا ينفكون يكررون القول في كل مناسبة أنه تم تدبير الزلزال على أفضل نحو والحال أن الواقع عكس ذلك”.
وأضافت كريمة متسائلة “هل من المعقول أن يقضي مئات الأهالي أزيد من 300 يوم في خيام بلاستيكية تفتقد أبسط شروط السلامة الصحية إلى جانب البرد والثلج والمطر وأشعة الشمس الحارقة التي لا ترحم” مؤكدة “أن هؤلاء الناس أيضا لهم الحق في العيش الكريم والسكن لائق يحفظ الكرامة الإنسانية”.
ويستعد ائتلاف المتضررين من الزلزال لخوض وقفة احتجاجية يوم غد الأربعاء 9 يوليوز الجاري، أمام مقر البرلمان يطالب فيه المتضررن “بمعالجة هذه الوضعية بنهج تشاركي، وعدم فرض ما تراه الإدارات مناسبًا لهذه الفئة من السكان بتعال” وفق تعبير بلاغ للائتلاف السالف الذكر.