story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

محمد خيي: عوامل عدة ساهمت في نجاح ” بين القصور” وأمنيتي أن أجسد شخصية يوسف بن تاشفين

ص ص

ظهر مسلسل “بين القصور”، الذي بث خلال شهر رمضان على قناة “mbc 5” ومنصة “شاهد”، كأحد الأعمال المغربي التي بصمت على الحضور المميز للدراما المغربية خلال هذا الموسم، سواء من خلال نسبة المشاهدة أو من خلال آراء النقاد.

وفي هذا الحوار، يتحدث محمد خيي أحد أبطال المسلسل لصحيفة” صوت المغرب” على ما يراه سببا في انتشار المسلسل، والتحول الذي عرفته الدراما المغربية، وكذلك الحاجة إلى إنتاج أعمال تاريخية تبرز غنى المغرب الحضاري، مع استحضار بعض المعيقات التي تواجهها هذه الدراما،خصوصا ما يتعلق بمشكل التسويق.

س: ما هي العوامل التي ساهمت في نجاح المسلسل؟

أعتقد أن الفريق الذي اجتمع داخل هذا المسلسل، سواء تعلق الأمر بالممثلين أو التقنيين أو السيناريو، أو الإخراج، وباقي الأطر الأخرى، وكذلك الرغبة في أن تتقدم الدراما المغربية خطوة إلى الأمام، في منافسة الدراما العربية، وكذلك الحب والصدق الذي رافق إنتاج هذا العمل بين المشتغلين فيه، كلها عوامل ساهمت في إنجاحه. وهي مسؤولية كنا نستشعرها من بداية تصوير المسلسل، حتى نقول، إن الدراما المغربية يمكن أن تنجح كما نجح المغرب في مجالات كثيرة.

ودعني أصارحك بأمر مهم، وهو أن أي عمل ليكتب له النجاح، لا بد من أن يواكبه، الصدق في الأداء، لأن الأمر يتعلق بتقديم أعمال للجمهور، وهذا يتطلب حب المشخص أو الممثل لهذا العمل أولا والصدق فيه

س: هل استطاعت الدراما المغربية اليوم مقاربة بعض المظاهر السلبية داخل المجتمع برؤية فنية؟

الدراما بمثابة طبيب، يجسد نبض المجتع، ويسلط الضوء على إيجابياته وسلبياته معا، فإذا كانت الإيجابيات عادة ما يرضى عنها الجميع، فإن الفن في مقابل ذالك مطالب بإظهار سلبيات وعيوب المجتمع، بطريقة فنية، حتى يتم التصدي لها من قبل المسؤولين.

وهو الأمر الذي حاولنا مقاربته في مسلسل بين القصور، من خلال تسليط الضوء على مجموعة من الظواهر السلبية، عندما حاولنا توجيه رسالة مفادها، أنه إذا كانت الدولة تقوم بمواجهة آفة ترويج المخدرات، فعلى المواطنين القيام بدورهم لمواجهة هذه الآفة كذلك، خصوصا أنها تشكل خطرا المجتمع وعلى الشباب بصفة خاصة.

عرض المسلسل في قناة أجنبية، هل هو مؤشر على قدرة الدراما على المنافسة عربيا؟

عرض مسلسل “بين القصور” على قناة “mbc 5” وعلى منصة شاهد، كان الهدف منه أن نسوق منتوجنا الدرامي، داخل مجتمعات أخرى، وحتى تشاهده جماهير تلك المجتمعات، ولكي نقول من خلال ما نقدمه من دراما لذلك المشاهد سواء في البلاد العربية وغيرها من دول المهجر، ماذا نستطيع أن نقدم كمبدعين مغاربة، سواء في الدراما أو السينما، أو المسرح، وكذلك أن نسلط الضوء على تجارب الفنانين المغاربة، سواء كتاب السيناريو أو التقنيين أو الممثلين أو المتتجين وباقي المشتغلين في الميدان.

وما نتمناه أن نرفع تحدي المنافسة مع الدراما العربية الأخرى، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تسويق، ويتطلب قنوات متخصصة في الدراما، كما هو موجود في دول أخرى، حتى نسطيع أن نسوق أعمالنا الدرامية بأريحية وقوة، وما يشجعنا على ذلك هو التعليقات الإيجابية التي نتلقاها من المشاهد العربي، مما يؤشر على تعطشه للدراما المغربية، والدليل على ذلك أن بعض البلدان بدأت تدبلج أعمالنا إلى لهجاتها، ولغتها كذلك.

هل يمكن أن تساهم الدراما في التعريف السياحي بالمغرب؟

أعتقد أن الدراما والسينما باستطاعتهما، أن يكملا الدور الذي تقوم به وزارة السياحة للتسويق للمغرب، فمن خلال الدراما يمكن أن نعرف المشاهد في العديد من الدول وبتفصيل، والجمال الذي تختزنه طبيعته ومدنه، والتي لا تشبه بعضها البعض، فمراكش ليست هي فاس، أو سلا أو تطوان، والشمال ليس هو الجنوب أو الوسط أو الشرق، وهو أمر يتميز به المغرب عن الكثير من البلدان. كما أن تنوع تقاليده وأعرافه وعاداته، يمكن أن يعطي لأعمالنا الدرامية والسينمائية، زخما وقوة.

وكم أتمنى أن يتم مثلا إنتاج مسلسل من خلال توظيف فن الملحون، لكي يعرف المشاهد العربي والمغربي، كيف استطاع المغاربة تطويع اللغة، وكيف يستطيعون أن يرسموا من خلالها صورا شعرية رائعة وجميلة.

متى نشاهد محمد خيي في مسلسل تاريخي ضخم ؟

إحدى أمنياتي أن أشارك مع غيري من الممثلين والمخرجين وصناع الدراما والسنما في المغرب، في صنع أعمال تاريخية تتحدث عن تاريخنا الغني والقوي والممتع،

فالتاريخ لا بد من توثيقه كذلك عن طريق الدراما والسينما وليس الكتاب فقط، فمن الممكن أن يشاهد الناس مسلسلا تاريخا يحكي عن حقبة معينة، لكن قد لا يقرؤون كتابا يحكي عن تلك الفترة، لأسباب مرتبطة بتراجع الإقبال على الكتاب، ليس في المغرب فحسب، بل في العالم، ولهذا فمن خلال إنتاج اعمالنا التريخية سواء في التلفزيون أو السينما، يمكن أن نقرب تاريخنا لهذا الجيل، ويبقى موثقا لسنوات، وتشاهده أجيال أخرى.

ما هي الشخصية التاريخية التي يتمنى محمد خيي تجسيدها؟

أتمنى تجسيد شخصية يوسف بن تاشفين، ومولاي اسماعيل، وشخصية علال بن عبد الله كذلك، هذا الرجل الذي لا زالت لحظة محاولته القضاء على السلطان الوهمي ماثلة أمام أعيننا، لأنها لحظة ثم توثيقها بالصوت والصورة، وهو يضع علينا مسؤولية أن نوثقها من خلال الدراما، حتى نقول للأجيال الحالية والمقبلة، أن ما ننعم به اليوم في المغرب من أمن واستقرار، كان بفضل تلك الأجيال التي ضحت بالغالي والنفيس.