متصوفة المغرب يستحضرون فاجعة الزلزال بملتقى مداغ

– مداغ –

خيمت فاجعة الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر الجاري، مخلفا 2946 وفاة و 6125 إصابة، على افتتاح الدورة الثامنة عشر من الملتقى العالمي للتصوف بمداغ، والذي تنظمه مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى المنبثقة عنها، بالشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، من 23 إلى 28 شتنبر الجاري.

الافتتاح الذي حضره إلى جانب شيخ الطريقة جمال الدين بودشيش، ونجله منير مدير مؤسسة الملتقى، والي جهة الشرق معاذ الجامعي، و عامل إقليم بركان علي حبوها وعدد من المسؤولين الجهويين، انطلق بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الزلزال، و أيضا أرواح الذين سقطوا في إعصار ليبيا.

كما عرضت الطريقة شريطا مصورا لأبرز المحطات التي شهدتها هذه المأساة و المساهمة العينية التي ساهمت بها الطريقة، في إطار التضامن الشعبي الذي أقدم عليه المغاربة تجاه ضحايا الزلزال.

كما أن العديد من ممثلي الوفود المشاركة في الملتقى من أمريكا الشمالية و الجنوبية و أفريقيا، قدموا التعازي للشعب المغربي هذا المصاب الجلل، و أشادوا بالجهود المبذولة الرسمية والشعبية لمواجهة أثار الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر.

وأكد في هذا السياق، منير القادري بودشيش، مدير الملتقى، أن شعار “اﻟﺘﺼﻮف واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ من أجل تأسيس مواطنة شاملة”، الذي تنظم في إطاره هذه الدورة، جاء متناغما مع السياق العام الذي عاشه المغرب في الفترة الأخيرة، و المتمثل في مواجهة آثار الزلزال.

وأبرز في تصريح للصحافة على هامش الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن المغاربة بالهبة التي أقدموا عليها أكدوا على الروح الوطنية وعلى تشبعهم بالقيم الاسلامية، قيم التآخي والتآزر وهي نفسها القيم التي يحرص عليها التصوف، الذي هو في مقام الإحسان.

وأضاف أن مدارسة هذه القيم والتفصيل فيها بالبحث من جانب الباحثين المشاركين من مختلف بقاع العالم، الهدف منه هو التأكيد على هذه القيم، باعتبارها قيما تشكل هوية المسلم العالمي.

وستعرف هذه الدورة وعلى غرار الدورات السابقة وفق المنظمين، مشاركة علماء ومفكرين وباحثين من مختلف القارات˓ والذين سيتدارسون في هذه النسخة موضوع القيم الدينية والوطنية في علاقتها بالمواطنة بمفهومها الشامل”.

ويبتغي الملتقى حسب بلاغ عممته الطريقة على وسائل الإعلام “تسليط الضوء على دور اﻟﺘﺼﻮف ﰲ ترسيخ القيم الدينية والوطنية  وﺗﻌﻤﻴﻘها واﻹﺳﻬﺎم ﰲ اﻟﺒﻨﺎء ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ باﻗﻲ اﻷﺷﻜﺎل التربوية اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﻟﻨﺎﺟﻌﺔ”.

كما تروم هذه التظاهرة العلمية وفق نفس المصدر “ابراز التجربة المغربية، حيث استطاع المغرب أن ﻳﻘﺪم نموذﺟﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻜﻮﱐ العالمي، وﺗﻌﺎﻳﺸﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ اﻷﻃﻴﺎف اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺘﻮادٍّ واﻧﺴﺠﺎم تحت راﻳﺔ  اﻟﻮﻃﻦ”.

ستعرف الدورة  إقامة عدد من الأنشطة الموازية، من بينها، ندوات عن البعد الافريقي للتصوف ومنتدى شباب الطريقة،  ومسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم ومسابقة في النص الشعري ومسابقة في النص الصوفي، إضافة إلى معرض للكتاب.