مباريات للتاريخ: مانشستر يونايتد يهزم باييرن ميونيخ في نهائي مثير

ص
ص
كل العالم يشاهد مباريات كرة القدم التي يحتضنها ملعب الكامب نو ببرشلونة.. المألوف أن أحد طرفي المباراة فيه لابد وأن تكون البارصا.. لكنه في الأسبوع الأخير من شهر ماي 1999 كان الأمر مختلفا.. قلعة “اليوبريكات” كانت على موعد مع نهائي تاريخي في دوري الأبطال الأوربي بين باييرن ميونيخ و مانشستر يونايتد.. الناديان للصدفة كانا قد جمعتهما مجموعة الدور الأول في الكأس و مرا سويا إلى الدور الثاني.. حرقا معا المراحل و معها الأندية الكبيرة التي التقتهما في الطريق حتى وجدا نفسيهما يتواجهان من جديد لإنزال الستار.
الفريق البافاري حل بكطالونيا منقوصا من أفعاه البرازيلية في الهجوم جيوفاني إلبير، و من مدافعه الأيسر الباسكي – الفرنسي بيسينتي ليزارازو .. فيما شياطين “الأولد ترافورد” لم يكن في إمكانهم الإعتماد على ركيزتي وسط الميدان روي كين و بول سكولز بسبب عقوبة البطاقات الصفراء.
على المستطيل الأخضر كان هناك باقي أبرز نجوم الكرة الأوربية.. أوليفر كان في مرمى الباييرن و بمعيته “الشيخ” لوتار ماتيوس والجلاد الغاني صمويل كوفور والمهندس ستيفان إيفنبرغ وماريو بازلر و محمد شول وقلب الهجوم رودي جانكير.. في المقابل المان يونايتد كلفت عملاق الفايكينغ بيتر شمايكل بحراسة المرمى، وأمامه الحائط الهولندي ياب ستام و ملك التمريرات دافيد بيكهام. وفي الهجوم كان هناك القطار الويلزي السريع برايان كيكز و الثنائي الأسمر كول ويورك.
خلف خط التماس كان يجلس إثنان من عباقرة “الكوتشينك” في تلك الفترة.. الداهية أوتمار هيرتزفيلد و السير أليكس فيرغيسون .. إسمان مثقلان بالألقاب و البطولات و بتجربة المواجهات الحارقة.
النزال الكبير لم يكن ليقوده حكم غير الأصلع الإيطالي الشهير جانلويجي كولينا أحسن من حملوا الصفارة في ملاعب الكرة عبر التاريخ.
انطلقت المباراة وسط احتراس شديد من الطرفين في محاولة لقراءة نوايا الخصم و عدم الإنجرار مع الإيقاع.. لكن للبدايات أحيانا مفاجآتها.. خمس دقائق على ضربة البداية كولينا يعلن عن ضربة خطأ للباييرن على مشارف مربع عمليات المانشستر يونايتد وشمايكل .. يتقدم الإختصاصي ماريو بازلر بكل ثقته المعهودة.. يصوب قذيفة مرت بمحاداة الجدار البشري و عبرت إلى الركن الأيمن من مرمى الفريق الإنجليزي.
تغيرت الحسابات باكرا مع هذا الهدف .. خرج الفريق الإنجليزي لتدارك النتيجة.. فيما الباييرن عاد إلى قواعده الخلفية ليتعامل مع السبق بكل هدوء… حاول كيكز باختراقاته “الدياكونال”.. جرب بيكهام كل أنواع القذف و التمرير.. تناطح يورك و كول كثيرا بدون جدوى.. كان هناك الوحش أوليفير كان ورفيقيه في الكفاح كوفور وزيكلير.. الفريق البافاري بواقعيته الألمانية الشهيرة ركن للدفاع و أغلق كل المنافذ وشن هجومات مضادة كانت أقرب إلى حسم النتيجة في كل المحاولات السانحة للتسجيل.. العمود رد كرتين ليانكير و شول.. وشمايكل أخرج ثلاث كرات من قلب الشباك للبديل البوسني صالح حميديتش و إيفنبرغ و بازلر… المباراة ذهبت على هذا المنوال حتى الدقيقة التسعين.. كولينا أضاف ثلاث دقائق.. وقف بدلاء الباييرن قرب خط التماس استعدادا لاجتياح الملعب و الإحتفال بالكأس.. السير فيرغيسون يطلب من كل لاعبيه الصعود لمعترك الخصم.. شمايكل صعد أيضا عند الإعلان ركنية سينفذها بيكهام.. أخذ و رد في الكرة.. كيكز يقذفها “كيما جات” .. شيرنغهام الذي دخل في العشر دقائق الأخيرة يكملها إلى مرمى أوليفر كان و يهرب فرحا و وخلفه يجري زملائه و الطاقم التقني بعد هدف تعادل كان بعيد المنال.
بعدها بدقيقة واحدة سيكتمل السيناريو الذي لم يكن يتوقعه أحد حتى في الخيال، عندما أعلن كولينا عن ركنية أخرى للمانشيستر.. دائما بيكهام في التنفيذ نحو القائم الأول.. تحويل خاطف بالرأس من يورك نحو الخلف.. تسقط الكرة أمام البديل الآخر سولسكاير الذي أدركها بصعوبة ليحولها إلى هدف ثاني و انتصار مثير وظفر ب “خابية” ثمينة كانت في طريقها إلى بافاريا .. فيما الجمهور العالمي استمتع بمعجزة كروية سيتذكرها العالم كثيرا .