مباراة خارج المألوف
مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي برسم دوري المجموعات لكأس عصبة الأبطال الإفريقية التي جرت أمس الثلاثاء بملعب العربي الزاولي بالدارالبيضاء، تفاصيلها جعلت منها مباراة خارج المألوف في مواجهات هذا الكلاسيكو المغربي، بالنظر لما حدث قبلها وأثناءها وبعدها.
المباراة أولا ستدخل التاريخ لأنها جمعت لأول مرة ناديين مغربيين في مجموعة واحدة في إطار مسابقة إفريقية، وهو أمر يشكل انفرادا من بين قارات العالم، ولا يمكن أن يصنعه سوى جهاز كروي غارق في “التخربيق” والعشوائية والقرارات الغريبة مثل الكاف.
أيضا ما حدث من جدل قبل المباراة حول قميص الرجاء البيضاوي، وما تسرب من أخبار حول رفض اللاعب الجزائري بوزوق حمل قميص فريقه بسبب وجود خريطة المغرب عليه، والتضارب في التصريحات والإتهامات الموجهة لمكتب الرجاء بتغيير القميص الأول إلى آخر يحمل فقط الراية المغربية، “نزولا عند رغبة اللاعب”، وهو تصرف أرعن وخطير (إن كان صحيحا)، يفترض في جهات من خارج كرة القدم أن تفتح تحقيقا في هذه النازلة، لأن أمور السيادة لا يمكن أن تصبح لعبة يفتي فيها “من والا” حسب معطيات كروية تافهة.
أطوار المباراة بغض النظر عن نتيجتها، تركت خلاصتين مهمتين لاشك أن معظمنا لاحظهما في هذا “الكلاسيكو”، أولهما أن إيقاع المباراة كان مرتفعا نوعا ما عن المباريات التي تجمع الفريقين في البطولة، ولم تكن هناك توقفات كثيرة، وشاهدنا في فترات طويلة من المباراة انسيابية في اللعب، وتركيزا من اللاعبين على التباري أكثر من تفكيرهم في “التبوحيط” على الحكم ومطالبته بالرجوع إلى الڤار كما يحدث في البطولة الوطنية، وسبب ذلك هو وجود حكم سنغالي مجرب ذو شخصية قوية، فرض هيبته على الجميع بدون “ڤار” ولا هم يحزنون، وكان “يطلق” اللعب في كثير من النزالات التي تنتهي بسقوط اللاعبين مطالبا إياهم بالنهوض “ما فيها والو”.. السنغالي قدم درسا لرضوان جيد وحكامه في كيفية قيادة مباريات البطولة الوطنية، وفي طريقة التعامل مع لاعبين ألِفوا التفكير في ربح المباريات ب”القوالب” عوض إيصال الكرة إلى شباك الخصم.
الخلاصة الثانية كانت تألق الحارس الشاب للجيش الملكي أيوب الخياطي، الذي يرجع له الفضل الاول في عودة الفريق العسكري إلى الرباط بفوز “تاريخي”، بالنظر للعديد من محاولة التسجيل التي صدها ببراعة وأيضا ضربة الجزاء التي كانت من الممكن أن تقلب مجريات المباراة رأسا على عقب.
الخياطي أثبت أن أنديتنا الوطنية “ما تقطعش فيها الخير”، وأنه لازالت تبرز فيها كفاءات كروية تحتاج فقط إلى من يحفزها على العمل وتطوير المستوى وإصلاح أعطاب التكوين والبدايات العشوائية، واستدعاءه لمعسكر المنتخب الوطني الأخير هي نقطة تحسب لوليد الرݣراݣي، ومن شأنها أن تدفع هذا الحارس الواعد لمزيد من الإجتهاد والإستفادة من خبرة ياسين بونو ومنير المحمدي على أمل خلافتهم في يوم من الأيام.