ماكرون سيزور الرباط..ماكرون لن يزور الرباط!
لم تمض ساعات طويلة من حديث وزيرة الخارجية الفرنسية عن زيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط، بدعوة من الملك محمد السادس، حتى خرج مصدر حكومي مغربي، عبر وكالة الأنباء الرسمية، ينفي برمجة أي زيارة لماكرون.
المصدر الحكومي قال إن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب “ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”، مستغربا لكون “السيدة كولونا اتخذت هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام”.
قبل ذلك، كانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، تعلن ما يشبه فتحا دبلوماسيا في جدار أزمة مستفحلة، خلال مرورها بقناة إخبارية فرنسية. الوزيرة الفرنسية تحدثت بثقة عن برمجة زيارة وشيكة للرئيس ماكرون إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس، قبل أن يفرغ المغرب، وإن بطريق الوكالة، تفاؤل باريس من معناه.
الإعلام الفرنسي ظل منذ وقوع الزلزال في 8 شتنبر 2023 ينتقد عدم استقبال المغرب فرق إغاثة ومساعدات رسمية من فرنسا، ونبرته تزيد حدة مع إعلان المغرب رسميا قبول مساعدات قادمة من بريطانيا وإسبانيا. هل فقدت باريس حظوتها لدى المغرب؟ عقود من العلاقات التي يختلط فيها الماضي الاستعماري مع الروابط الاقتصادية والسياسية اهتز بقوة.
ورغم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخذ مسافة من الجدل الذي أثارته وسائل إعلام بلاده حول رفض المغرب مساعدات باريس، قائلا إنه”جدل في غير محله”، ظلت قنوات الدبلوماسية المغربية موصدة أمام زيارته. كما لم تزل سفارة المغرب بباريس بلا سفير بعد إنهاء المغرب مهام سفير الرباط السابق بفرنسا محمد بنشعبون، فيما يعيش سفير فرنسا في المغرب كريستوف لوكورتيي في شبه عزلة.
وتسببت ثلاث قضايا حديثة نسبيا، ضمن سلسلة من التوترات الماضية، في زعزعة الثقة بين الإليزيه والرباط على رأسها رفض فرنسا السير على خطى واشنطن والاعتراف بمغربية الصحراء، واتهام باريس المخابرات المغربية بالتنصت على هاتف ماكرون باستخدام برنامج بيغاسوس رغم نفي المغرب ذلك، ثم قرار أصدره الاتحاد الأوربي طالب فيه المغرب باحترام حرية التعبير والإفراج عن صحفيين معتقلين من المحتمل أن باريس حركته داخل أروقة الاتحاد.