story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

مؤرخ تونسي: بناء تنسيق مغاربي يستثني المغرب وموريتانيا غير مقبول ونسف لتاريخ المنطقة

ص ص

انتقد المؤرخ تونسي عبد اللطيف الحناشي ما وصفه بإقصاء وعزل المغرب وموريتانيا من لقاء التنسيق المغاربي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر، محذرا من نسف اتحاد المغرب العربي.

وقال الحناشي، في حديثه إلى “صوت المغرب”، اليوم الأربعاء 6 مارس 2024، إن تحالف ثلاثة دول مغاربية بشكل يستثني المغرب وموريتانيا هو نسف لاتحاد المغرب العربي، في خطوة يراها “غير مقبولة وغير عقلانية ولا تنتمي إلى تاريخ المنطقة المغاربية وراهنها”، وتمثل حسب قوله تراجعا على الأسس التي بني عليها الاتحاد المغاربي.

الخطوة الأخيرة، يقول الحناشي إن خطورتها تكمن في إمكانية إدخالها للمنطقة في واقع جديد، يقول إنها في غنى عنه، مؤكدا على أن الخلافات التي تعيشها الدول المغاربية، كان من الممكن حلها بالرجوع للاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاق مراكش سنة 1989، وهي اتفاقات يقول إنها “قادرة على المساعدة في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية للمنطقة”.

وتأسف المؤرخ الحناشي لموقف تونس من الخلافات في المنطقة، وقال إنه “من المؤسف انحياز تونس، على اعتبار دورها منذ الاستقلال للدفع بموقف مغاربي إيجابي، يخدم البناء المغاربي ويخفف من أي توتر في المنطقة”.

وعلى الرغم من الخلافات العميقة التي عثرت استمرار البناء المغاربي، والمتمثلة أساسا في ملف الصحراء الذي يعمق الخلاف بين المغرب والجزائر، وزاد من تعميقه بسبب انحياز تونس للطرح الانفصالي الذي تتبناه الجزائر باستقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة “البوليساريو”، فإن الحناشي يرى أن المنطقة المغاربية قادرة على تجاوز خلافاتها، وقال في هذا الصدد إن “المنطقة عاشت من قبل خلافات، منها خلافات ليبية مع أقطار مغاربية، وتم تجاوزها”.

ويشدد المؤرخ التونسي، على أن شعوب المنطقة بحاجة للعمل معا في إطار واحد في الحد الأدنى، وهي الصيغة الوحيدة التي تساعد على تقليص ما تعانيه المنطقة من أزمات اجتماعية واقتصادية، معبرا عن أمله في التدارك بالقول إن “كل الرجاء أن يقع التدارك لمصلحة شعوب المنطقة راهنا ومستقبلا”.

خطوة جزائرية

وأعلن رؤساء دول الجزائر وتونس وليبيا، أمس الأحد 03 مارس 2024، عن عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، للتباحث في مسائل التكامل الاقتصادي دون أن يشمل هذا التكتل المغاربي؛ المغرب وموريتانيا.

وجاء هذا الإعلان، على لسان الرئاسة الجزائرية، عقب مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، التي قالت إن هذا التكتل المغاربي، يهدف أيضا إلى مناقشة “التحديات التي تواجهها الدول التي يشملها التكتل، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة”.

موريتانيا تمانع

في مقابل الحماس الجزائري نحو بناء تكتل مغاربي يستثني المغرب، نقلت وسائل إعلام موريتانية عن مصدر حكومي جزائري رفض موريتانيا المشاركة في آلية التنسيق المغاربية، مبرزة أنه “كان لافتا إبعاد موريتانيا التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر يوم السبت الماضي حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة”.

وكان تبون قد مهد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، الشهر الماضي، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، كما عاد تبون للاتصال بالرئيس الموريتاني أمس الثلاثاء، لإطلاعه على نتائج اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر، وتونس، وليبيا، في الجزائر.