story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

لوموند: عودة ترامب تهدد استثمارات الصين في المغرب في قطاع البطاريات

ص ص

أفادت صحيفة لوموند الفرنسية أن الاستثمارات الصينية في قطاع البطاريات بالمغرب، تواجه حالة من “عدم اليقين”، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وذلك لكونه يسعى إلى تشديد القيود على دخول البطاريات الصينية إلى السوق الأمريكية، بما في ذلك تلك المنتجة في دول أخرى.

واعتبرت الصحيفة أن الشركات الصينية، مثل “غوشن” (Gotion)، قد تستخدم استثماراتها في المغرب لإنتاج البطاريات وتصديرها إلى الولايات المتحدة لتجاوز الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية. “وهذا يُعتبر تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، مما قد يؤدي إلى تشديد الإجراءات ضد الدول التي تستضيف هذه الشركات، مثل المغرب”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب يشهد في الوقت الحالي تدفقات استثمارية كبيرة من الصين في قطاع البطاريات، وهو ما عزز التقارب بين الرباط وبكين، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدار البيضاء في نوفمبر 2024، والتي اعتبرتها الصحيفة أنها كانت زيارة مهمة على الرغم من قصر مدتها.

وفي هذا السياق، طرحت لوموند تساؤلات حول مستقبل هذه الاستثمارات في ظل السياسات الأمريكية الجديدة، مسلطة الضوء على مشروع شركة “غوشن” الصينية، التي تعتزم افتتاح مصنع للبطاريات في القنيطرة بحلول عام 2026.

كما أشارت إلى أن حجم الاستثمارات في المغرب بلغ أكثر من 14 مليار يورو (140 مليار درهم) في عام 2022، غالبيتها من الصين، وهو “ما يعادل تقريبًا إجمالي الاستثمارات المعلنة خلال السنوات الخمس السابقة”.

وذكرت لوموند، أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، المعروف بانتقاداته الشديدة للاستثمارات الصينية، يتابع هذا التقارب المغربي-الصيني بقلق، مشيرة إلى أنه ناقش مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، في مكالمة هاتفية يوم 27 يناير 2025، عددا من القضايا، على رأسها أهمية توسيع التجارة الثنائية.

وكشفت الجريدة أن مصنع البطاريات المرتقب بالقنيطرة، تموله جزئيًا “غوشن”، التي يقع مقرها في مدينة خفي الصينية، حيث أشارت لوموند إلى أن مؤسس الشركة، لي تشن، يواجه اتهامات في الولايات المتحدة بارتباطه بالحكومة الصينية، مبرزة أنه على الرغم من امتلاك فولكسفاغن الألمانية 30% من أسهم الشركة، إلا أن روبيو أكد فيما قبل أن “الحزب الشيوعي الصيني يحتفظ بالسيطرة الفعلية عليها من خلال مساهمين أفراد”.

من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن جيتا جوبيناث، النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولي، قولها في ماي 2024 إن زيادة الوجود الصيني في بلد معين ترتبط بارتفاع صادراته إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن تراقب هذه الظاهرة بحذر، معتبرة أنها قد تكون وسيلة للتحايل على القيود الجمركية.

وأضاف المصدر أنه رغم أن ترامب لم يذكر المغرب تحديدًا، كما فعل مع المكسيك، إلا أن قراره بإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية يثير “عدم اليقين” بالنسبة للشركات الصينية، حيث قال مهدي العرقي، رئيس مجلس الأعمال المغربي-الصيني، بأن الوضع “ليس مدعاة للقلق”، لكنه أقر بوجود “حالة ترقب” بين المستثمرين.

كما نقلت الصحيفة عن المدير العام لمجموعة “جيلاكوم”، التي تسوق دراجات كهربائية صينية، أن إدارة ترامب قد تفرض شروطًا مثل تحديد سقف لحصة الشركات الصينية في الاستثمارات المغربية كشرط للوصول إلى السوق الأمريكية.

ورغم هذه التحديات، ذكرت لوموند أن الاستثمارات الصينية في المغرب تركز بشكل رئيسي على السوق الأوروبية، حيث يرتبط المغرب باتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، لن تمنع الاستثمارات الصينية في المغرب. فالقطاع الصناعي، خاصة في منطقتي القنيطرة وطنجة، يركز بالأساس على السوق الأوروبية، حيث تربط المغرب اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي.

ورغم كل هذه التحديات، قللت لوموند من تداعيات السياسيات الأمريكية الجديدة على القطاع الصناعي بالمغرب، حيث أشارت إلى أن استثمارات القطاع الصناعي في المغرب وخاصة في منطقتي القنيطرة وطنجة تركز بشكل رئيسي على السوق الأوروبية، وذلك بفضل اتفاقية التجارة الحرة التي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي.