لوبان تقترب من رئاسة “الصداقة الفرنسية المغربية” وخبير: لا تخوف على العلاقات لكن الموقف من الهجرة متشدد
يشهد البرلمان الفرنسي في الآونة الأخيرة صراعاً سياسياً حاداً على رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية، التي تعد ذات أهمية بالغة داخل الجمعية الوطنية الفرنسية، والتي يرتقب الحسم بشأنها في جلسة مرتقبة بعدما أظهر تصويت استشاري، الأربعاء الماضي، ميلاً لصالح اليمين المتطرف لتولي المنصب.
وصوت غالبية مفاوضي المجموعات الحزبية الأحد عشر في الجمعية لصالح منح رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية للتجمع الوطني، وهو ما يمثل سابقة منذ إنشاء المجموعة في عام 1952.
وفي تناولها للموضوع، أشارت صحيفة لو موند الفرنسية إلى أن احتمال تولي التجمع الوطني رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية في الجمعية الوطنية قد يثير القلق في الرباط، وذلك لأن قيادة حزب يميني متطرف لهذه المجموعة قد تؤثر سلباً على جهود تعزيز العلاقات بين البلدين، خصوصاً أن العلاقات البرلمانية بين المغرب وفرنسا تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الروابط الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية.
في هذا الصدد، يرى محمد شقير الخبير السياسي أنه مبدئياً، “لا يوجد تخوف كبير من ترؤس حزب مارين لوبان (التجمع الوطني) لمجموعة الصداقة المغربية الفرنسية، لأن هذا الحزب، بطبيعته، لا يعترض على مسألة مغربية الصحراء”، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة “تعد نقطة مركزية بالنسبة للمغرب”.
ويعتبر شقير أن حزب لوبان يُعد من “أبرز المؤيدين لمغربية الصحراء، وربما أكثر تشدداً من أحزاب أخرى في هذا الملف، على عكس بعض الأحزاب اليسارية التي قد تكون لديها مواقف مخالفة حول هذه المسألة”، موضحاً أن هذا بالطبع يعد النقطة الأساسية في علاقات المغرب مع شركائه، بما فيهم فرنسا.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى المغرب، “تم الحسم في هذه المسألة (الاعتراف بمغربية الصحراء)، خاصة وأن الرئيس هو الذي يتحكم في السياسة الخارجية الفرنسية”، وبالتالي، يضيف شقير “تم وضع الشراكة المغربية الفرنسية على أرضية صلبة من خلال تحديد الأسس الواضحة لهذه العلاقة”، ولذلك لا يرى المتحدث أن ترأس حزب لوبان لمجموعة الصداقة المغربية الفرنسية قد يشكل مشكلة على مستوى العلاقات بين البلدين.
ومع ذلك، يلفت الخبير السياسي محمد شقير إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في موقف الحزب من الهجرة، “وهو النقطة التي قد تثير بعض القلق، لأن الحزب لديه مواقف معروفة في التعامل مع المهاجرين، خاصة غير الشرعيين”.
أما بالنسبة لدبلوماسية المغرب، فإنها “لا تواجه مشكلة في هذا الصدد”، حسب المتخدث، خاصة وأن النقاط الأساسية في الشراكة المغربية الفرنسية “أصبحت محط اتفاق بين الطرفين”.
وشدد شقير على أن فرنسا في وضعها الحالي “بحاجة إلى المغرب أكثر من احتياج المغرب إليها، بالنظر إلى الأزمة التي تعيشها، وتراجعها في إفريقيا”، موضحاً أن هذا يجعل جميع الأحزاب، في إطار الحفاظ على المصلحة الوطنية “تراهن على المغرب بشكل أكبر، وتعتبره الجسر الذي يعيد بناء الروابط مع إفريقيا، خاصة مع دول الساحل وغرب القارة”.
وأكد المتحدث على أن المغرب “في وضع قوي في تعامله مع جميع الأحزاب السياسية في فرنسا”، بحيث أنه “يعتمد سياسة مرنة تجاه مكونات المشهد السياسي الفرنسي المختلفة”، لذا يخلص المتحدث إلى أنه “لا يوجد تخوف من تولي حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه اليمينية مارين لوبان رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية.
ويُعرَف حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بمواقفه المتشددة بشأن قضايا الهجرة من قبيل تقليص منح التأشيرات وتقليص سياسة “لم شمل الأسرة” للمهاجرين، وهو ما يظهر على مستوى تصريحات أعضائه، خاصة السابقين منهم.