story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لماذا ينتقدونك يا وليد ؟

ص ص

وجَدْنا الناخب الوطني وليد الركراكي أمس بعد نهاية المباراة ضد منتخب بينين، يدخل إلى الندوة الصحافية ل”يتعاطى” مع وسائل الإعلام، عوض أن يشرح لها سبب هذا المردود الهزيل الذي يلتصق بالفريق الوطني في كل مبارياته، رغم التوفر على كل إمكانيات تقديم عروض تطمئن المغاربة على مستقبل منتخبهم.

وليد الركراكي لم يتحدث عن غياب طريقة لعب واضحة، ولم يجب عن سبب الإرتباك الذي يطبع بناء العمليات الهجومية، ولم يشر إلى أفضلية بعض عناصر كرسي الإحتياط على الأساسيين “الخالدين”، ولم يقل إلى متى سيستمر في مسلسل التجريب، ومتى سيدخل إلى المرحلة الأخيرة في الإستعداد للكان.

وليد الركراكي عوض ذلك، استغل الفرصة ل”يبرد هوايشو” في التذكير بمن يكون، والديبلومات التي يتوفر عليها في مهنة التدريب، وينعش ذاكرتنا بسيرته الذاتية في الفتح الرباطي والوداد البيضاوي، وأعادنا بالطبع إلى إنجاز مونديال قطر الذي كرر علينا السيد وليد أن له الفضل الأول فيه وأنه “قد فمو قد دراعو”، وأنه مدرب متمكن تكتيكيا عكس ما يقولون عن محدوديته.. وكثير من كلام آخر حول نفسه، لم يكن له داعٍ، ولا له سببُ نزول.

ناخبنا الوطني ومعه الذين يدافعون عنه بعاطفة مفرطة، مصدرها مروره القصير بناديهم، وتحقيق لقبين في موسم واحد، يعتبرون بشكل كوميدي أن كل من ينتقد طريقة تدبير الفريق الوطني، هو إما رجاوي لا يروقه المدرب السابق للغريم ، أو فقط إنسان عدوٌّ للنجاح، أو هما معا !! في حين أن الأمر بسيط للغاية ولا يحتمل كل هذا الإدخال “للشكلي فالعكلي”، وهذا الإسقاط الغريب لطائرة أندية الدار البيضاء فوق حديقة الفريق الوطني.

لنفترض أن نصف عدد المغاربة الذي يصل إلى أربعين مليون نسمة، هم فقط من يهتمون بالفريق الوطني ويعرفون مدربه ولاعبيه ويتفرجون على مبارياتهم، وأن ذلك النصف الذي يصل إلى عشرين مليون، فيهم ثلاثة مليون رجاوي لا يحبون وليد الركراكي، فإن الملايين الباقية من المغاربة فيها الآلاف من التقنيين المتخصصين والناس العاديين الذين يفهمون جيدا في تكتيكات كرة القدم ومتمكنون من ثقافتها ومعلوماتها و خططها ولهم “الشوفة” الدقيقة التي لا تخطئ..

هؤلاء لا أعتقد أن شيئا يدفعهم إلى انتقاد اختيارات الناخب الوطني، غير حبهم لبلادهم ومنتخبهم، ولاشيء يرغمهم على الإشارة إلى مكامن العطب والتنبيه للنواقص، غير أملهم الجارف في أن يروا فريقهم الوطني وهو يكسر نحس “الكان” بعد قرابة نصف قرن على الكأس الوحيدة التي جلبها رفاق الأسطورة أحمد فرس من عاصمة الحبشة.

وليد الركراكي يستغرب للإنتقادات التي يتعرض لها وهو المدرب صانع “ملحمة قطر”، وهو صاحب الرقم القياسي في عدد الإنتصارات، وعدد الأهداف، وعدد النقاط، وينسى أن الناس الذين ينتقدونه، يفعلون ذلك انطلاقا من فشله المريع في كأس إفريقيا الأخيرة بالكوت ديفوار، وتدبيره الكارثي للمباريات، وخيبة الأمل الكبيرة التي تسبب لهم فيها بعد الإقصاء المذل، وهم الآن يتخوفون من تكرار نفس السيناريو بشكل أفدح خلال “الكان” المقبل فوق أرضنا وبين جماهيرنا، وهم يرون أن تشكيلة وليد الركراكي الحالية لازالت تفتقد لأدنى مقومات شخصية البطل، بل تفتقد حتى لملامح منتخب قادر على مجابهة المنتخبات الإفريقية المرعبة، والوصول إلى الأدوار المتقدمة للكأس.

الطريقة التي يواجه بها وليد الركراكي


الإنتقادات الموجهة إليه، تزيد من شحن الأجواء بين المغاربة ومنتخبهم، وتحدثُ جوا من عدم الثقة في قدرته على قيادة المنتخب الوطني إلى منصة التتويج في الكان المقبل، وترفع من منسوب الضغط عليه وعلى لاعبيه.. وهذا الوضع لا أعتقد أن فوزي لقجع و”رؤساؤه” سيتفرجون عليه طويلا.