story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لماذا يجب أن يستمر وليد ؟

ص ص

بعد مباراتي الغابون وليسوتو وما خلفتا من خلاصات، هل هم على صواب من يطالبون برحيل وليد الرݣراݣي؟ أم أن الصواب بجانب من يرون أنه من الواجب تركه يشتغل في هدوء لإعداد منتخب قوي يخوض كأس إفريقيا للأمم 2025؟

كل المغاربة شاهدوا مبارايات المنتخب الوطني ضد جنوب إفريقيا، وموريتانيا وليسوتو، أي ضد المنتخبات التي تلعب بالكتلة المنخفضة والدفاع الكلي بالقرب من حارس مرماها، وتأكد للجميع أن وليد الرݣراݣي يجد صعوبة كبيرة في التدبير التكتيكي للوصول إلى مرمى هذه النوعية من المنتخبات، فما هو السبب في ذلك؟

معروف أن لكل مدرب مرجعيته التقنية والمدرسة التكتيكية التي يستلهم منها خطته وطريقته، وتصبح جزءًا من قناعاته الشخصية لا يمكن أن ينقلب عليها طوال مسيرته الرياضية في الإشراف على الأندية والمنتخبات، ووليد الرݣراݣي معروف عنه منذ أن بدأ في الفتح الرباطي وهو لا يلعب سوى بالطرق الدفاعية التي تضع النتيجة في المقام الأول، وتسعى إليها بأكثر الطرق براغماتية وواقعية، وجلبت له ألقابا مع الفتح وبعدها الوداد وأوصلته إلى نصف نهاية المونديال في قطر ، وكثيرا ما صرح في الندوات الصحافية أن “الأدا” لا يعني له شيئا، وأنه “ماشي البارصا باش نقصر أنا” وأن نتيجة واحد لصفر تكفي و”سدات مدام”.

لكن بعد كأس إفريقيا الأخيرة في الكوت ديفوار والإختيارات التكتيكية الكارثية للناخب الوطني والتي أدت إلى الإقصاء المخجل أمام جنوب إفريقيا، تلقى على إثرها “ملاحظات” جامعة فوزي لقجع في الجلسات التقييمية، و”تعليمات” بتغيير طريقة اللعب من الدفاع إلى الهجوم من أجل الفوز على المنتخبات الإفريقية والمراهنة على الفوز بكأس إفريقيا بالمغرب، وعلى هذا الأساس كان تجديد الثقة فيه.. فهل يمكن لمدرب أن يستفيق ذات صباح ليمسح من مفكرته كل القناعات الراسخة لديه حول مدرسة كروية يعشقها، وأن يرمي إلى القمامة كل الميكانيزمات التكتيكية التي تلقاها في فترة التكوين على نهج معين، ويبدأ في تجريب طريقة مختلفة هي نقيض الأولى تماما؟!

هو ذلك ما يفعله وليد الرݣراݣي حاليا في معسكرات ومبارايات الفريق الوطني، وقد ساعدته الجامعة بإعطائه صلاحيات تعزيز طاقمه بمدربين ذوي نزعة هجومية (يقال أن بوحزمة منهم، بالإضافة إلى متخصص في الكرات الثابثة مؤخرا)، ودخل وليد في تعلم نهج تكتيكي غريب عنه، ولم يسبق له أن لعب به، وما أصبحنا نشاهده في المبارايات الأخيرة من تناقضات في الإختيارات التكتيكية والبشرية وفي عدم الإستقرار على طريقة واحدة، وتجريب وإعادة تجريبٍ لآليات التنشيط الهجومي، إلا دليلا على عدم توفر الناخب الوطني وطاقمه حاليا على تصور تكتيكي واضح وقار للمنتخب الذي يريدون تشكيله مستقبلا.

نأتي إلى المطالب المتباينة للجمهور بإقالة أو استمرار وليد الرݣراݣي، وأطرح الأسئلة التالية: هل بإقالته واستقدام مدرب آخر سينتهي المشكل وسنضمن الفوز بكأس إفريقيا؟ لماذا فشل كل المدربين قبل وليد في إضافة لقب إفريقي ثان للمغرب بعد كأس الحبشة 1976؟ وهل هو الوقت المناسب لتغيير الناخب الوطني والبداية من جديد ونحن على بعد عام ونصف من “الكان”؟

أرى أن قرارا من هذا النوع في الفترة الحالية سيكون “تخربيقة” كبرى فيها الكثير من المغامرة وسوء التقدير، وتكرارا غبيا لقرارات “الكار والشيفور” التي لا تأتي بجديد، فوليد الرݣراݣي مهما يكن من أخطاء ارتكبها ويرتكبها في محاولاته تغيير طريقة لعب الفريق الوطني، يبقى مغربيا يجب علينا الصبر عليه في “تجاربه” كما صبرنا على مدربين أجانب لم يفيدونا في شيء، وأن نسنده بالدعم والنقد البناء والتنبيه إلى الإختلالات والنقص الحاصل، وهو أيضا عليه أن يعيد النظر في طريقة بعض إجاباته المتناقضة والحادة، وأن يتسع صدره للإنتقادات واللوم والمخاوف من الفشل، فليس ما يحرك هذه الأشياء في المغاربة عموما، سوى حبهم لبلادهم وغيرتهم عليها، ومتمنياتهم ببقاء الكأس الإفريقية المقبلة في المغرب، وإنهاء هذا النحس الذي لازمنا طويلا.