story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

لماذا أثر انقطاع الكهرباء بإسبانيا على خدمات “أورنج” في المغرب؟

ص ص

بعد الانقطاعات المفاجئة التي شهدتها خدمات الاتصالات والإنترنت لدى شركة أورنج – المغرب، عقب العطب الكهربائي الواسع في إسبانيا والبرتغال، الاثنين 28 أبريل 2025، أثيرت العديد من التساؤلات حول مدى ارتباط البنية التحتية الرقمية المغربية بالشبكات الأوروبية، كما  تساءل كثيرون عمّا إذا كانت هذه الحادثة تُنذر بتهديدات مستقبلية مماثلة.

في هذا السياق، كشف حسن خرجوج، الخبير والمتخصص في المجال الرقمي، أن انقطاع المكالمات الهاتفية لدى شركة أورنج، الذي حصل أمس على إثر انقطاع واسع في التيار الكهربائي بإسبانيا والبرتغال، يعود إلى اعتماد الشركة على مراكز البيانات وشبكات الربط العالمية، التي تشمل الكابلات البحرية الرابطة بين المغرب وأوروبا.

ويوضح في حديثه لصوت المغرب، الثلاثاء 29 أبريل 2025، أن ما حدث هو نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا، وخصوصًا في المناطق التي تضم مراكز بيانات أو محطات كابلات بحرية، ما أدى إلى فقدان الربط بين أورنج المغرب والخوادم التي تزودها بالخدمات والبيانات.

كما أضاف أن من أكثر الخدمات التي تأثرت بانقطاع الكهرباء في إسبانيا هي تلك التي تعتمد فيها أورنج على شركات إسبانية، مثل المكالمات الدولية وخدمات VoIP، حيث أوضح أن هذه الخدمات التي تمر عبر كابلات الألياف البصرية البحرية، التي تعمل بتقنية نقل البيانات بالضوء، توقفت تلقائيًا إثر وقوع العطب.

وتسلط الحادثة، بحسب خرجوج، الضوء على مدى اعتماد شبكات الاتصال المغربية على نقاط ربط محدودة بأوروبا، وخصوصًا عبر الكابلات البحرية، وهو ما يجعلها عرضة لأي خلل خارجي.

من جانبه، أكد بدر بلاج، مهندس معلوماتي، أن الانقطاع الذي وقع في إسبانيا وأثّر بشكل مباشر على شركة أورنج، يسلّط الضوء على هشاشة بعض البنى التحتية الرقمية عندما تعتمد بشكل كبير على مسارات دولية محدودة، مؤكدا أن المغرب، “بالرغم من تقدّمه النسبي مقارنة بباقي دول القارة، إلا أنه ليس بمنأى عن هذا النوع من التهديدات، كما أنه يحتاج إلى التركيز على تأمين مكاسبه عبر بنية تحتية أكثر تنوعاً واستقلالية”.

وفي حديثه عن إمكانية حدوث اضطرابات مشابهة في المستقبل، أوضح بلاج أن المغرب “مهدد نسبياً بوقوع اضطرابات في حال تعطّل أحد الكابلات البحرية أو المحاور الأوروبية المرتبطة به”.

ويستند بلاج في تحليله إلى تقرير لمنظمة “Internet Society”، الذي يشير إلى أن تنوع مسارات الربط الدولي في المغرب يوصف بأنه “ضعيف”، “ما يعني اعتماد البلاد على عدد محدود من نقاط الاتصال بالخارج، وهو ما يزيد من احتمال التأثر بالأعطال مثلما وقع مع أورنج”.

وأضاف المتحدث ذاته، أنه على الرغم من تحقيق المغرب لدرجة مرونة رقمية تبلغ 42%، وهي أفضل من المعدل الإفريقي البالغ 33%، إلا أن هذه النسبة تظل “دون المستوى المطلوب” لتأمين استقرار الخدمات الرقمية.

وفي غضون ذلك، قدم بلاج عددا من التوصيات لتعزيز المرونة الرقمية، وعلى رأسها، تنويع مسارات الربط الدولي، وذلك من خلال الاستثمار في كابلات بحرية جديدة وتقليل الاعتماد على المسارات التقليدية نحو أوروبا.

كما دعا إلى ضرورة تعزيز نقاط تبادل الإنترنت المحلية (IXP)، وتوسيع استخدامها داخل البلاد لتقليل الاعتماد على نقل البيانات عبر الخارج. كما أكد على أهمية تشجيع استضافة المواقع والخدمات الرقمية داخل المغرب، للتقليل من الاعتماد على الخوادم الخارجية، حيث أشار إلى أن نسبة الاستضافة الداخلية منخفضة إذ لا تتجاوز حاليًا 18%.

وشدد على تسريع مشاريع البنية التحتية الجديدة، مثل كابل “Medusa” المرتقب تشغيله نهاية 2025، والذي سيساهم في ربط المغرب بمزيد من الوجهات الأوروبية بشكل مباشر وأكثر مرونة.