story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لقجع وتغييرات “عليك يا مولانا”!

ص ص

عندما فاز المنتخب الوطني المغربي بكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم لأقل من 23 سنة، وحقق التأهل للألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس الصيف المقبل، فرحنا بذلك الإنجاز الأول من نوعه، وأشدنا باللاعبين الواعدين الذين أبانوا عن مستوى جيد، لكن ساد شعور عام بأن الأداء الجماعي كان سيئا جدا، وأن الحظ وقف بجانب الأولاد في كثير من المباريات.

حتى الذين يفهمون “غير شي بركة” في كرة القدم لاحظوا أن منتخبنا الأولمبي كان ينقصه مدرب على قدر أكبر من التجربة و”الكوتشينغ” لإدارة ذلك الكم الهائل من النجوم الصغيرة التي تسطع في أنديتها الأوروبية العريقة، وتفرض نفسها داخل تشكيلاتها المدججة بالأسماء الكبيرة، وتوحد الرأي أنهم يستحقون مدربا بخبرة كافية ليُخرجَ منهم عطاءً أفضل.

صحيح أن كرة القدم أصبحت تساوي النتيجة، وأن المدرب عصام الشرعي حقق ما كان منتظرا منه، وأي انتقاد لكيفية تدبيره لمباريات تلك الكأس الإفريقية، سيكون رده فيها أن العبرة بالخواتم، وأن تحقيق اللقب والتأهل للأولمبياد ينهي كل كلام عن الأداء، وفوزه بالكأس يمنحه ثقة جديدة للإستمرار مع المنتخب الأولمبي، لكن وللأمانة فالمدرب الشرعي ارتكب في تلك المباريات أخطاء المبتدئين في اختياراته للتشكيلة، وفي طريقة اللعب المفرطة في الخوف من خصوم عاديين، وأيضا على مستوى التعامل مع تفاصيل المباريات، والقيام بتغييرات متأخرة وغريبة، وأظهر أنه لم يتخلص من منصب المدرب المساعد الذي شغله في بلجيكا والخليج، ويفتقد لتجربة قيادة فريق لكرة القدم كمسؤول أول.

على أية حال، كان عدم الرضى على أداء عصام الشرعي واضحا على محيا فوزي لقجع حتى بعد الفوز بالكأس في لقطة شاهدها الجميع أثناء الإحتفال، وقرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أمس بتعيين طارق السكيتيوي بدله في منصب مدرب المنتخب الأولمبي، كان منتظرا منذ مدة طويلة.. لكن السؤال الذي يمكن طرحه بهذا الخصوص.. لماذا تأخر هذا القرار بعد مرور كل هذه الأشهر على كأس إفريقيا للأولمبيين مادام الشرعي لم يكن يحظى بالقبول ؟.. أليست هذه الأشهر “زايدة” في المدرب الجديد لكي يُعِدّ لاعبيه بشكل أفضل للألعاب الأولمبية؟ ثم هل كانت هناك معايير تقنية دقيقة في تعيين طارق السكيتيوي، وهل هو رجل المرحلة المناسب، أم أن الهدف كان فقط هو إقالة عصام الشرعي المشكوك في قدرته على قيادة المنتخب الأولمبي في باريس، وبروز خلافات كبيرة بينه وبين وليد الرݣراݣي حول اللاعبين ؟

صحيح أن طارق السكيتيوي من الجيل الجديد للمدربين الذين يشهد لهم مسارهم أنهم على درجة عالية من التكوين والكفاءة والكاريزما والقدرة على التعامل باحترافية مع فئات الشباب، ولمسته الواضحة على الأندية التي مر بها تدل على ذلك.. لكن هذه الطريقة الهاوية التي تتم بها إقالة مدربي المنتخبات الوطنية وتعيين آخرين بدلهم دون وجود استراتيجية عامة تضعها الإدارة التقنية الوطنية، تبقى معها النتائج والإنجازات “فيد الله”.

قرار تعيين طارق السكيتيوي قبل ستة أشهر من الألعاب الأولمبية، يشبه في المدة الزمنية إقالة وحيد خاليلوزيتش وتعيين وليد الرݣراݣي قبل مونديال قطر، فإذا “زدقات” لطارق كما “زدقات” لوليد، سيرفعه المغاربة فوق السحاب بالإشادة والثناء، وإن فشل وكانت مشاركة باهتة بكل هذه النجوم الصغيرة، وحده فوزي لقجع بصفته رئيس اللجنة العجيبة للمنتخبات الوطنية من سيتحمل مسؤولية تغييرٍ لم يكن في وقته المناسب.