لقجع والمصريين.
الخروج الإعلامي الأخير لرئيس الجامعة الملكية المغربية وعضو الكاف والفيفا فوزي لقجع مع قناة أون تايم سبورت المصرية، أعتقد أنه لم يكن “غير هكذاك”، أو فقط لتلبية واجب التواصل مع وسائل الإعلام، وإبداء رأيه الروتيني في القضايا الكروية الراهنة، بل كان خروجا مبرمجا في إطار أهداف يخطط لها إبن بركان على صعيد الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.
اختيار وسيلة إعلام مصرية تحقق انتشارا واسعا في أرض الكنانة والوطن العربي، ومخاطبة المسؤولين وجمهور كرة القدم في مصر بكثير من الود والنعوت المشيدة والإيجابية، كان هدفها تنقية الأجواء من رواسب الإحتكاكات القديمة، ومحو الصورة التي يرى بها المصريون فوزي لقجع كمتحكم في كواليس الإتحاد الإفريقي، وموجه للكثير من القرارات الصادرة عن هذه الهيأة القارية.. بالإضافة إلى أن ماورد على لسانه في ذات الحوار أعطى الإنطباع أن رئيس جامعتنا يمهد لشيء ما خلال المرحلة المقبلة في حضوره القوي بإفريقيا، وقد أعطى الكثير من الإشارات في ذلك.
حديثه عن ضرورة التغيير في الكثير من الأمور داخل الإتحاد الإفريقي على مستوى التدبير المالي والتقني وعلى مستوى نظام المسابقات ككل، وإشادته ب”صديقه” هاني أبو ريدة وبالدور الذي تلعبه مصر داخل القارة السمراء، يطرح احتمالين.. إما أن هناك توجه لعدم تجديد الثقة في الملياردير الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي لولاية جديدة على رأس “الكاف” وإعادة المنصب لحوزة بلدان شمال إفريقيا عن طريق توليه من طرف المصريين من جديد بدعم من فوزي لقجع الذي من المستبعد أن يتولى أن يسعى للرئاسة بحكم أنه رفضها سابقا .. أو أن الأخير فقط يستبق أي محاولة لتقارب مصري-جزائري يفك عزلة الجيران عن القرار الكروي الإفريقي، بكسب ود المصريين للمغرب وضمان استمرار نتائج الدبلوماسية الكروية الفعالة التي بدأها المغرب تجاه بلدان العمق الإفريقي والثقة التي أصبح يحظى بها هناك.
الأيام والأسابيع القادمة سنشهد فيها الكثير من التطورات على صعيد القرار الإفريقي في كرة القدم، وخرجة فوزي لقجع ما هي إلا بداية لمسلسل طويل من التقاطبات والتحالفات، قد تفرز هيكلة جديدة تُحدث تغييرا عميقا في الكرة الإفريقية في قادم السنوات.