لقجع: نعيش دينامية كروية تؤسس لمرحلة دائمة من التميز والريادة

أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن ما يعيشه المغرب اليوم على مستوى الكرة الوطنية ليس وليد الصدفة أو نجاحًا عابرًا، “بل هو ثمرة مسار استراتيجي طويل انطلق بتوجيهات ملكية سامية، وتم تنزيله عبر رؤية شمولية ترتكز على تطوير البنية التحتية، وتوسيع قاعدة التكوين، واعتماد حكامة فعالة داخل المنظومة الرياضية”.
وأوضح لقجع في حوار مصور مع القناة الرقمية “Media24″، أن الخطاب الملكي الموجه إلى “المناظرة الوطنية للرياضة” شكل نقطة التحول الرئيسية، وأسس لانطلاقة حقيقية لإصلاح شامل للقطاع، يقوم على الربط بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على المسار الذي اختارته الجامعة منذ سنوات، والقائم على تفعيل هذه التوجيهات على أرض الواقع، بدل الاكتفاء بتشخيص الوضعيات.
وأضاف أن “الحديث عن التكوين لم يعد حكرًا على اللاعبين فقط، بل شمل أيضًا تأهيل الأطر التقنية والإدارية”، مشددًا على أن النتائج التي تحققها اليوم الأكاديمية الملكية محمد السادس تجسد نجاعة هذا التوجه، “بعدما أصبحت نموذجًا يحتذى، وأفرزت جيلاً جديدًا من اللاعبين الواعدين الذين يضاهون نجوم المنتخب الأول مثل أشرف حكيمي ونصير مزراوي وعبد الصمد الزلزولي”.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة بات يمثل قلب المنظومة، ليس فقط بفضل مرافقه الحديثة، بل لكونه فضاء متكاملاً يسمح باحتضان تحضيرات 25 منتخبًا وطنيًا في ظروف مثالية، سواء من حيث البنية التحتية أو التجهيزات الخاصة بالاسترجاع والإعداد البدني.
وبخصوص النتائج المحققة، قال لقجع إن التألق في مونديال قطر سنة 2022 لم يكن محطة استثنائية فقط، “بل تتويجًا لمسار متكامل، وأن الهدف هو تثبيت مكانة المغرب ضمن الكبار بشكل دائم”.
وأضاف: “إما أن نعتبر ما تحقق في قطر مجرد صدفة ونعود لانتظار 20 سنة أخرى، أو نعتبره بداية عهد جديد يتسم بالاستمرارية والتنافس الدائم على الألقاب”.
واستعرض لقجع تطور أداء المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات، مؤكدًا أن الفريق الأولمبي حقق ميدالية برونزية لم ترض طموحات الجمهور، وهو ما يعكس ارتفاع سقف التطلعات ويُولد ضغطًا إيجابيًا على كل مكونات الكرة الوطنية، من لاعبين وأطر ومُسيرين.
كما نوه بتأهل منتخبي أقل من 17 و20 سنة إلى كأس العالم، معتبرا ذلك دليلاً على نجاح المقاربة “الأفقية” التي اختارتها الجامعة، ورفضها التركيز على المنتخب الأول فقط.
وفي السياق ذاته، أكد لقجع أن الكرة النسوية أصبحت بدورها جزءًا من هذا المسار، بحيث تأهلت المنتخبات الوطنية النسوية إلى كأس العالم في جميع الفئات، وحققت نتائج لافتة، مثل إقصاء ألمانيا في المونديال الأخير، وهو ما يعكس الدينامية الشاملة التي تعرفها اللعبة في المغرب.
وإلى جانب ذلك، تحدث رئيس الجامعة عن النجاحات التي تحققها كرة القدم داخل القاعة، حيث بات المنتخب المغربي من ضمن الستة الأوائل عالميًا، بعد بلوغه ربع نهائي المونديال مرتين متتاليتين، وهو ما يعكس حجم التحول في عقلية اللاعبين، الذين أصبحوا يدخلون المنافسات برغبة في التتويج، وليس فقط في المشاركة.
كما شدد لقجع على أن أغلب الأطر التقنية التي تقود المنتخبات الوطنية اليوم هم مغاربة، من خريجي منظومة التكوين الوطنية، ما يُؤكد فعالية برامج تكوين المؤطرين، والتي أفرزت أسماء مثل نبيل باها ويوسف الشافعي وغيرهم.
واعتبر لقجع أن استمرار هذه الدينامية سيُمكن المغرب من التوفر على جيل جاهز لخوض كأس العالم 2030، بأسماء شابة واعدة بدأت تبرز في المنتخبات الصغرى، مضيفًا أن المملكة أصبحت حاضرة في جميع المسابقات الكروية التي تنظمها “الفيفا”، رجالًا ونساءً، في كل الفئات، وهو ما يضعها في مصاف الدول الكبرى كرويًا.
وخلص لقجع في حديثه إلى التأكيد على أن هذا المسار لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل رؤية ملكية واضحة، تجعل من الرياضة أحد روافد التنمية المجتمعية، مشددًا على أن الجامعة ستواصل العمل بنفس الروح والمسؤولية، لضمان ديمومة الأداء والنتائج.