story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لقب مهدور

ص ص

لا يمكن أن نختزل عدم نجاح منتخبنا الوطني للسيدات بالفوز بكأس إفريقيا للأمم، في ضربة جزاء أعلنت عنها الحكمة تم تراجعت عنها بغرابة بعد “سلطة تقديرية ” للجالسات وراء شاشات الڤار.

هناك عوامل عديدة لابد ان نستحضرها في قراءتنا العامة للمباراة، إذا أردنا فعلا أن نستخلص دروسا مفيدة للمستقبل، بعيدا عن ردود الأفعال الإنفعالية التي لا ترى الأعطاب الحقيقية المسببة للفشل.

صحيح أن ضربات الجزاء على الخصوص، قد تقلب سير المباريات رأسا على عقب، وقد تنزع الإنتصار من جهة وتضعه في الجهة الأخرى، ولكن في حالة مباراة أمس، وقبل أن تحرم الحكمات منتخبنا الوطني من ضربة جزاء لا غبار عليها، كان لهن تراجع غير منتظر على المستوى البدني والذهني، وعياء واضح يقترب من حالة الإنهيار، بعد شوط أول بآداء مثالي يمكن اعتباره الأحسن في الدورة، وانقضاء المخزون البدني للمغربيات، كان إيذانا للمنتخب النيجيري لاستعمال قوته الضاربة للعودة في النتيجة، وهي اللياقة البدنية والتفوق في النزالات الثنائية بفضل البنيات الجسدية المعروفة عند أفارقة جنوب الصحراء.

قد يتم تحميل مسؤولية الهزيمة للمدرب خورخي فيلدا بدعوى تأخره في التغيير والفريق منهار بدنيا، ولكن الحقيقة الأولى هي أن لاعبات المنتخب الوطني يتوفرن على معدل سن جد مرتفع مقارنة بلاعبات المنتخب النيجيري، والتغييرات في هذه الحالة لن تغير من واقع الأمر شيئا مادام أكثر من نصف الفريق كان قد بدأ يجر رجليه من العياء ومن الخروج الذهني من المباراة.. حسن توزيع المجهود البدني على أطوار المباراة، والقوة الذهنية هي أمور تكتسب في التكوين ولا علاقة لها ب”كوتشينغ ” المدربين.

الحقيقة الثانية في هزيمة أمس، هي ظهور عجزنا المعهود عن مجاراة أفارقة جنوب الصحراء بدنيا، والتفاوت “الجيني” الحاصل في البنيات الجسدية الذي لا يساعد المغاربة في الكثير من تفاصيل المواجهات سيما في النزالات الثنائية، والضربات الثابثة، خصوصا أمام المنتخبات الإفريقية التي تجيد التموقع التكتيكي في الملعب وتتقن الإنتشار المدروس للسيطرة على اللعب.

الوصول إلى المباراة النهائية للمرة الثانية هي نتيجة جيدة، لكن لا يمكن أن نعتبره إنجازا، والهزيمة فيها، وإن كانت برعونة، لا يمكن أن تنسينا أننا بلد لا يراكم تاريخا طويلا في كرة القدم النسوية، وكل هذه الدينامية التي نشاهد، هي حديثة جدا مقارنة بالكثير من البلدان الإفريقية وعلى رأسها نيجيريا التي في خزانتها 10 ألقاب (زائد لقبي 1991 و1995 الذان لا تحتسبهما الكاف)، ولديها سياسة تكوين ناجحة لإناث كرة القدم. وإضاعتنا الفوز باللقب على أرضنا للمرة الثانية، لا يمكن أن يكون سببا لهدم كل الأساس الذي يتم وضعه اليوم لكي نتوفر على كرة نسوية متطورة تنافس نظيرتها على المستويين الإفريقي والعالمي.

كاس إفريقيا المنتهية هي فقط محطة ضمن استمراية حضور وازن بدأنا نتلمس ملامحه الأولى، والكان المقبل سَيُلعب خلال شهر مارس المقبل في المغرب أيضا، أي على بعد سبعة أشهر من اليوم، وهي مدة كافية يجب ان يستمر فيها المدرب خورخي فيلدا في تطوير آداء المنتخب الوطني، والقيام بتطعيم التشكيلة الأساسية بوجوه جديدة من أجل تخفيض معدل سن اللاعبات، والإشتغال على الجانب البدني الذي بدونه، إفريقيا لا تمنح لأحد شيئا من ألقابها.