“لسنا مستعدين لفقدان فرد آخر”.. فلسطينية مغربية تناشد المغرب إجلاء عائلتها من غزة
من إيرلندا التي انتقلت للعيش فيها، بعدما استشهدت ابنتها رهف، وزوجها محمد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، تناشد المواطنة المغربية/ الفلسطينية هلا غسان السوراني، الحكومة المغربية من أجل “الإخلاء العاجل لعائلتها، التي يحمل أفرادها الجنسية المغربية وجواز سفر مغربي، من غزة إلى المغرب أو إلى أي مكان آمن مؤقت”.
تحكي هلا، ابنة أخ المحامي الفلسطيني المتخصص في حقوق الإنسان، رجي السوراني لصحيفة “صوت المغرب”، أن أختها وزوجها وأطفالهم حالياً يعيشون مع والدتها بعد أن تم تدمير منزلهم بالكامل، مما أجبرهم على العيش في خيمة جنوب قطاع غزة المدمر، جرءا الحرب الحرب الهمجية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من سنتين.
وتخبرنا هلا أن عائلتها المتواجدة في غزة تتكون من والدتها وفاء العلمي (64 عاماً)، مواطنة مغربية، حاملة لبطاقة التعريف المغربية وجواز سفر مغربي منتهي الصلاحية، وأختها علا السوراني (36 عاماً)، مواطنة مغربية، حاملة لبطاقة التعريف المغربية، وزوج أختها عمار أبو شحلة (40 عاماً)، مواطن فلسطيني.
بالإضافة إلى أطفالهم الأربعة، يحملون جميعهم شهادة ميلاد مغربية 2023، وهم صفاء عمار محمد أبو شحلة (14 عاماً)، لين عمار محمد أبو شحلة (12 عاماً)، ناي عمار محمد أبو شحلة (10 أعوام)، ومحمد عمار محمد أبو شحلة (6 أعوام).
وأشارت المتحدثة إلى أن أختها علا تحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وزوجها عمار أبو شحلة يعمل مدير نظم معلومات في بنك فلسطين.
وتتحدث هلا عن أن منزل والديها، الذي يقع في مدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء، قد اقتحمته القوات الإسرائيلية في 15 نونبر 2023، حيث اضطر والديها أثناء الهجوم للفرار إلى منازل أقاربهم، تحت الحصار لمدة أسبوعين مع وصول محدود جدا للطعام والدواء.
وخلال هذه الفترة المأساوية، تقول هلا، “قُتلت ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات، رهف، وزوجي محمد على يد القوات الإسرائيلية”، وانتقلت هي للعيش في أيرلندا مع ابنتها شهد، البالغة من العمر 8 سنوات.
وخلال الهجوم الثاني في 18 مارس 2024، تروي هلا، أن القوات الإسرائيلية طردت والدتها إلى الشارع وحيدة، بينما والدها (69 عاماً، جراح أسنان سابق)، وهو مريض بالقلب وقد أجرى عملية جراحية في شتنبر 2023، تعرض للإذلال، وتجريده من ملابسه، واستجوابه، قبل أن يُطرد هو الآخر.
وفي 20 من أبريل 2024، توفي الأب، داخل مستشفى مدمر، جالساً على كرسي دون أي رعاية طبية متاحة، كما تحكي المتحدثة، لتضطر والدتها بمفردها لدفن زوجها بعد 35 عاماً من الزواج، حاملة الألم الكبير لفقدانه.
وتواصل هلا السوراني الحديث عن الوضع المأساوي الذي تعيشه عائلتها بقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 18 سنة، وتقول إن “جميع أفراد عائلتها في حالة صحية سيئة للغاية بسبب سوء التغذية وشهور من تناول الطعام المعلب والتعرض للأمراض”.
“الأطفال يعانون من التهاب الكبد وفقر الدم والضعف، بالإضافة إلى نقص العلاج الطبي، كما أنهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة طوال فترة الحرب، ويشعرون أن مستقبلهم يتلاشى أمام أعينهم”.
كما تفيد بأن “زوج أختها مصاب بشدة في ساقه جراء القصف، مما يجعله غير قادر على المشي، لكنه لا يزال المعيل الوحيد للأسرة، التي تعيش تحت تهديد الموت المستمر جراء القصف والجوع وخطر الأمراض القاتلة”.
بالإضافة إلى المعاناة الجسدية، تتحدث هلا أيضا عن الحالة النفسية المنهارة لعائلتها، “والدتي تحزن على فقدان زوجها وحفيدها وزوج ابنتها، بينما تحاول البقاء على قيد الحياة، أختي وزوجها يكافحان يوميا مع اليأس، محاولين الحفاظ على عائلتهم معا، رغم الظروف غير المحتملة، بينما يبكي الأطفال كل ليلة خوفا من القصف، ويعيشون مع قلق وصدمات نفسية مستمرة، بعد أن فقدوا منزلهم وأمانهم وطفولتهم”.
وتردف “فقدان ابنتي، وزوجي، ووالدي حطمنا، نعيش حتى الآن في خوف وحزن شديدين، ولا يمكننا تخيل أن يحدث هذا لأي شخص آخر”، عائلتي تعيش في ظروف لا تُحتمل ولا إنسانية، لقد فقدوا أحباءهم وصحتهم ومنزلهم، إنهم بحاجة ماسة إلى فرصة للبقاء على قيد الحياة بكرامة”.
وتشير المتحدثة، إلى أن “الهدنة المعلنة في غزة غير قائمة فعليًا على أرض الواقع”، مستشهدة بما وقع لابنة أخيها لين أول أمس السبت 22 نونبر 2025، حيث “ذهبت لشراء الخبز من أقرب متجر للمنزل، وبعد دقيقتين بالضبط من عودتها، تم تفجير سيارة في الشارع الذي كانت تمشي فيه، فقُتل الكثير من الناس وأُصيب العديد من الأطفال”.
وخلصت هلا، وهي تردد “كل دقيقة تقضيها عائلتي في غزة تعرضهم لمخاطر كبيرة جدا”، إلى مطالبة الحكومة المغربية عبر وزارة الشؤون الخارجية والسفارة المغربية في رام الله أو الأردن بضرورة التدخل فورًا لإجلاء عائلتها من غزة، مؤكدة أنهم مواطنون مغاربة محتجزون في خطر شديد.