لا كهرباء ولا اتصال.. فيضانات مراكش تعمق معاناة ضحايا الزلزال

شهدت جهة مراكش آسفي، ليلة السبت/الأحد 13 أبريل 2025، تساقطات مطرية رعدية كثيفة، تسببت في فيضانات على مستوى عدد من شوارع مدينة مراكش، وزادت من معاناة السكان المتضررين من الزلزال في إقليم الحوز.
وغمرت المياه العديد من شوارع مراكش، جراء هذه الفيضانات، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق وتعطيل حركة المرور. كما تكدست المياه في المناطق المنخفضة، مما عرقل الوصول إلى بعض الأحياء، وألحقت أضرارا بممتلكات قاطنيها.
وأظهرت مقاطع فيديو الشوارع الرئيسية مغمورة بالمياه، كما وثقت السيارات التي كانت تجوب الشوارع وسط مستوى مرتفع من مياه الأمطار. بالإضافة إلى ذلك، تم توثيق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، ومعاناة تجار ساحة جامع الفنا الذين كانوا يحاولون حماية بضائعهم من الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل مفاجئ.
وفي إقليم الحوز، تستمر معاناة المتضررين من الزلزال. وفي هذا الصدد، أفاد المهدي بركة، الناشط المدني بجماعة ثلاث نيعقوب، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، بأن الأمطار الغزيرة في الإقليم تزيد من تعقيد أوضاع الأسر التي ما زالت تقيم في الخيام، خاصة في مناطق ثلاث نيعقوب، وأغبار، وإغيل، وإجكاك.
وأشار بركة إلى أن الرياح القوية التي سبقت الأمطار تسببت في اقتلاع عدد من الخيام التي تأوي المتضررين، مضيفاً: “الرياح عصفت بالخيام قبل أن تأتي الأمطار لتزيد الوضع سوءاً”.
ولفت الناشط الحقوقي إلى أن الدواوير تشهد انقطاعات متكررة في الكهرباء كلما هبت الرياح أو نزل المطر، خصوصاً في المناطق السالفة الذكر.
كما نبه إلى “وجود دواوير مقطوع عنها الاتصال منذ 3 أو 4 أيام”، ما يصعب عملية التواصل وطلب النجدة، ويؤدي إلى عزلة بعض الدواوير الجبلية التي شهدت الشعاب والوديان القريبة منها سيولاً فيضانية، وفقاً لمصادر محلية.
ويصعب، حتى الساعة، الحصول على صور لما خلفته أمطار ليلة وصباح الأحد 13 أبريل 2025 من آثار على مستوى خيام المتضررين بالإقليم، بسبب انقطاع الاتصال، إذ يعتمد سكان هذه المناطق حالياً على الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء وشحن أجهزتهم، في حين تظل بعض المناطق خارج تغطية شبكات الاتصالات منذ أيام.
وفي سياق متصل، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات توثق لحظات الرعب التي عاشها سكان عدد من الدواوير جراء الرياح، الجمعة الماضي، من بينها دوار ادوزرو بجماعة أزگور، حيث تضرر قسم خاص بالتعليم الأولي بشكل كامل، وتطايرت محتوياته.
وفي هذا السياق، قال حسن إرغي، فاعل مدني بجماعة أزگور، إن سكان المنطقة يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، مشيراً إلى أن من أبرز التحديات التي تواجههم في الآونة الأخيرة، الرياح القوية التي تسببت في أضرار مادية ونفسية جسيمة.
وأكد إرغي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن الرياح العاتية التي هبت خلال اليومين الماضيين، أدت إلى اقتلاع العديد من الخيام، وحتى المساكن المؤقتة المشيدة بالقصدير لم تصمد، مضيفاً: “في دوار ادوزرو، تضرر قسم خاص بالتعليم الأولي بشكل كامل، وتطايرت الكراسي والأغطية، ولم يتبقّ منه شيء يُذكر”.
وتطالب فعاليات محلية، بينها الائتلاف المدني من أجل الجبل، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان مراكش المنارة، بتسريع وتيرة إعادة الإعمار، وتحسين ظروف الإيواء المؤقت، خاصة في ظل الأوضاع المناخية الصعبة التي تعرفها المنطقة.
ويُذكر أن إقليم الحوز ما زال يعيش على وقع تداعيات الزلزال الذي خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة، تتفاقم حدتها مع الأمطار والثلوج بين فصلي الخريف والشتاء، ومع درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.