story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

كيف نفهم “حزب الله” والمقاومة في لبنان؟

ص ص

“حزب الله” حركة مقاومة لبنانية، مرجعيته شيعية إمامية إثنا-عشرية؛ لكنه في الميدان حركة مقاوِمة بلا شك، بغض النظر عن مرجعيته الدينية، وبغض النظر عن تقاطع أجندته مع أجندة إيران وباقي حلفائها. والموقف من “حزب الله” وسياساته يجب أن يستحضر المسائل التالية:
-وجود الحزب في لبنان ضرورة سياسية فرضتها عدة شروط سياسية وثقافية، لعل أبرزها النقيض الصهيوني على الحدود حيث تتركز الطائفة الشيعية، وكذا وجود هذه الطائفة ونوع علاقتها بمرجعيتها.
-الحزب يمارس فعل المقاومة باستحضار عدة متدخلات: مرجعيته الإمامية، واقع وأوضاع لبنان، التهديد الصهيوني، قدراته العسكرية، علاقته بإيران. كلها عوامل متدخلة في موقف الحزب، عكس ما يروج من مواقف وقراءات سطحية ومتعسفة.
-الحزب لعب ويلعب أدوار تاريخية في المنطقة، من أبرزها دفعه للعدوان الصهيوني ومساهمته في توازن المنطقة بهذا الخصوص، وأهمها أيضا -بغض النظر عن دوافعه- مواجهة “الإرهاب المتأسلم” و”الفوضى الخلاقة” في سوريا.
-نخالف الحزب ولا نوافقه عندما يتعلق الأمر باستهداف دول عربية ولو تكتيكيا، في هذا البلد أو ذاك. ومنه موقف الحزب من قضية الصحراء المغربية، والذي نراه موقفا في حاجة إلى المراجعة والتوضيح، كما هو حال الموقف الإيراني.
-يمثل الحزب استراتيجية ضمن استراتيجيات في الشرق الأوسط، ووجوده ودعمه في فعل المقاومة لا يعني القطيعة مع الاستراتيجيات الأخرى، لأن المقاومة العسكرية تحتاج إلى أخرى سياسية، كما تحتاج الثانية إلى الأولى. فعندما تتوقف الحرب يبدأ السلام، وعندما يعسر السلام تبدأ الحرب.
-مصلحة الشعب والدولة اللبنانيين أهم من كل مصلحة أخرى، وكذلك هي المصلحة في وطن عربي غير مفكك ولا ممزق ولا مضطرب ولا رهين لقوى أجنبية. ولذلك يُدعَم الحزب ما دام يدافع عن لبنان والوطن العربي، وينبَّه إذا زاغ عن هذه الوجهة.
-وجود الحزب بالشكل الذي نراه من وجود اليمين المتطرف في “إسرائيل”، ومن عدوان الإمبريالية الغربية على الوطن العربي الإسلامي الذي منه حرمان دولتين كالسعودية وإيران من مشروعهما النووي مما يحقق الردع المتبادل بينهما من جهة، ويضع حدودا للعدوان اليمين المتطرف الإسرائيلي من جهة أخرى. وفي حالة تحقق هذا السيناريو قد يتحول الحزب إلى منظمة سياسية، كما قد يضع قواته العسكرية رهن إشارة الجيش اللبناني الضعيف.
-التمييز بين مقاومة الحزب ومرجعيته الشيعية، فتلك مرجعية مرفوضة في المجتمع المغربي بخصوصياته في التدين والتمذهب، وهي تستوجب النقد في أصولها وفروعها كلما أثير النقاش حولها في الفضاء العام.