story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

كرين: الموقف المغربي من الحرب على غزة سيخضع حتما للمراجعة

ص ص

خصّ الدكتور مصطفى كرين، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية أسيا الشرق مجلة “لسان المغرب” بهذا الحوار الذي تضمّنه ملف عددها الأخير.

يتعلّق الملف بموضوع الموقف المغربي من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وهذا نص الحوار:

س: كيف تطور الموقف الرسمي للمغرب من العدوان الاسرائيلي على غزة بين اكتوبر 2023 وبداية يوليوز 2024؟

ج: من الواضح أن موقف المغرب على غرار مواقف الدول العربية كافة ، يعتبر متخلفًا جدا عن حجم الكارثة الواقعة بغزة. وأن البيانات والمناشدات الصادرة عن قادة الدول العربية والمساعدات المقدمة لضحايا العدوان لا ترتقي للحد الأدنى من الواجب الإنساني اتجاه شعب يباد أمام أعين العالم أجمع. ويعود سبب ذلك إلى كون المغرب ربما توقع، كباقي الدول العربية والإسلامية، أن يكون الهجوم الإسرائيلي محدودا جدا في الزمن والمكان والحجم وأن مجرد الصمت والانحناء للعاصفة لفترة قصيرة يكفي وسيمكن هده الدول والأنظمة من تجاوز الإحراج الذي قد تسببه لها هذه الكارثة.
بمعنى أن المغرب وباقي الدول العربية ربما لم يدركوا أن الأمر ليس مجرد زوبعة عابرة، وإنما يتعلق بأجندات كبرى يحملها كل طرف. أو لربما أن هذه الدول أدركت أن “اللعب كبير”، كما نقول في المغرب وأنه يستحسن لها الحفاظ على “عظامها صحاح”.
الآن، وبعد أكثر من تسعة أشهر، يمكن القول إن سياسة السكوت على إبادة الشعب الفلسطيني كانت خيارا خاطئا، وقد يصبح مكلفا على المستوى الداخلي للعديد من الدول العربية، وعلى الخصوص منها الدول العربية المطبعة، والدول الحدودية، في مقابل مكاسب اقتصادية تكاد تكون رمزية أو مجهرية ومكاسب سياسية غير حقيقية. ويكفي للتدليل على ذلك استمرار تل أبيب في اعتماد خريطةٍ للمغرب لا تتضمن الأقاليم الجنوبية للمملكة. أي أنه بالحسابات السياسية، يحتاج المغرب لاستعادة توازن موقفه في هذا الملف.

الآن، وبعد أكثر من تسعة أشهر، يمكن القول إن سياسة السكوت على إبادة الشعب الفلسطيني كانت خيارا خاطئا، وقد يصبح مكلفا على المستوى الداخلي للعديد من الدول العربية

س: هل حقق الموقف الرسمي التوازن بين حسابات الدولة ومطالب الشارع؟

ج: الموقف الرسمي للأسف لم ينهج أسلوب الموازنة، بل نهج أسلوب الترجيح. حيث إن المغرب وجد نفسه بين إكراهات الحفاظ على التحالفات التي عقدها، والتي تندرج ضمنها العلاقات المغربية الإسرائيلية في إطار تحالفات أوسع غربًا، وضرورة الحفاظ على استقلالية وجرأة مواقفه السياسية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على الخصوص. فنهج أسلوب الترجيح، وفق رؤيا جيوستراتيجية معينة. ويبدو أن عملية الترجيح هذه انتهت بطغيان الرغبة في الحفاظ على مسار التطبيع على حساب المواقف التاريخية للمغرب، وضدا على الرأي العام ومواقف الشارع المغربي.
ولا بد هنا من التأكيد على أن مواقف الشارع المغربي قد حسمت فعليا مستقبل العلاقات مع إسرائيل وأن هذه العلاقات مهما كان الدعم الذي تحظى به رسميا، ومهما تم تمطيطها سياسيا واقتصاديا، فإنها بدون أفق ومحكومة بالسقوط، إن لم يكن على المدى القصير فعلى المدى المتوسط، وليس في المغرب فقط وليس في العالم العربي والإسلامي فقط، فنحن نشهد نهاية تاريخ وبداية آخر.

س: كيف تتوقع أن يتطور التعاطي المغربي مع هذا الموضوع مستقبلا؟

ج: الأمر مرتبط بثلاثة أشياء. أولا: مآلات الحرب الدائرة حاليا على الشعب الفلسطيني، وهذه بدورها مرتبطة بمآلات الانتخابات الأمريكية المقبلة، وبالصراع شرق-غرب الذي سيحسم في أوكرانيا إن لم تظهر بؤر صراع مسلح أخرى أو حروب أهلية في كل من أوروبا وأمريكا والمحيط الهادي. ومن هذه الزاوية، فإن الموقف المغربي سيضطر عاجلا أو آجلا إلى التأقلم مع المعطيات الجيوستراتيجية المقبلة، بل الوشيكة، ولكن للأسف سيكون ذلك تحت ضغط التوازنات الإقليمية وليس بناء على خلفيته سياسية وتاريخية.
ثانيا: إمكانية تمدد الصراع الحالي في غزة شمالا نحو لبنان، وغربا نحو مصر، ثم دخول إيران على خط النزاع بشكل مباشر بما يعني نشوب حرب إقليمية أو حرب شاملة نضطر بعدها للتوقيع على موقف مختلف جذريا عوض بلورة موقف سيادي.
ثالثا: تصاعد واشتداد ضغط الشارع المغربي، وانتقاله في سياق الأزمة الاجتماعية وانهيار الأحزاب السياسية إلى أساليب احتجاجية خطيرة على الاستقرار السياسي والاضطرار لمراجعة الموقف الرسمي تحت الضغط الداخلي.
بمعنى أن الموقف المغربي الحالي من الحرب على غزة سيخضع حتما للمراجعة على المدى القريب أو المتوسط بفعل عوامل داخلية وخارجية ووفق ميزان القوى الذي سينتج عن صراع القوى الكبرى.

لقراءة الملف كاملا، يمكن الاطلاع على العدد الأخير من مجلة “لسان المغرب”