story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
الدوريات الأوربية |

كرة القدم والسياسة: الجنرال فرانكو ينقذ البارصا من الإفلاس

ص ص
قصة إنقاذ الجنرال فرانكو لنادي برشلونة أثناء بناء ملعب كامب نو هي واحدة من أكثر القصص المثيرة في تاريخ كرة القدم الإسبانية. وبينما يُنظر إلى فرانكو كديكتاتور قمع العديد من الحريات الثقافية والسياسية، إلا أن تدخل حكومته في تسهيل بناء كامب نو سمح لنادي برشلونة بتجاوز التحديات التي كان يواجهها في تلك الفترة.
ورغم التعقيدات السياسية والاقتصادية التي رافقت ذلك، أصبح كامب نو أحد أكبر معالم كرة القدم في العالم وأحد الرموز الثقافية العميقة التي تعكس تاريخ النادي وجماهيره.
 
مشروع بناء كامب نو
في عام 1950، قرر نادي برشلونة البدء في مشروع بناء ملعب جديد يتناسب مع تطور النادي ويعكس مكانته العالمية. كان ملعب كامب نو الذي افتتح في 1957 واحدًا من أكثر المشاريع طموحًا في تاريخ النادي.
لكن مع بداية ورش بناء الملعب، واجه برشلونة عددًا من التحديات المالية والإدارية، وكان أحد أكبر التحديات التي واجهت النادي هو التهديد بتوقيف المشروع من طرف بلدية المدينة بسبب مشاكل قانونية وإدارية، وأيضا بسبب القرض البنكي الضخم الذي استدانه النادي وعجز عن تسديد أقساطه.. في تلك الفترة كان نادي برشلونة بحاجة إلى مساعدة مالية إضافية لتمويل المشروع الكبير، وتفادي إعلان الإفلاس الذي كان يهدده بالإندثار.
 
تدخل الجنرال فرانكو
على الرغم من أن نادي برشلونة كان يمثل تحديًا للسلطات الاستبدادية في إسبانيا بسبب ارتباطه العميق بالهوية الكتالونية، قرر فرانسيسكو فرانكو أن يقدم دعمًا غير مباشر للنادي في البداية من خلال تسهيل إجراءات بناء ملعب كامب نو، عبر إلغاء تصميم تهيئة لبلدية المدينة كان يضع مشروع حديقة كبيرة في القطعة الأرضية التي كان قد اقتناها نادي البارصا لإنشاء ملعب جديد فوقها.
وفي فترة بناء الملعب، كان هناك عائق كبير يتعلق وبالترخيص الحكومي. النادي كان في حاجة ملحة للحصول على دعم من السلطات المركزية في مدريد لتسريع الإجراءات. في هذا السياق، تدخلت الحكومة الإسبانية بقيادة فرانكو بشكل غير مباشر لتوفير الإذن بالاستمرار في المشروع. هذا التدخل أتاح للنادي أن يواصل البناء رغم الصعوبات التي واجهها، بما في ذلك القضايا المالية والتشريعية.
 
مساعدات مالية
كانت الحكومة الإسبانية، تحت حكم فرانكو، قد أخذت على عاتقها تسهيل جميع الأمور المتعلقة ببناء ملعب الكامب نو، فبالإضافة إلى التسهيلات في الشروط التنظيمية والإدارية، تدخل الجنرال لتسديد الجزء المتبقي من القرض البنكي الذي استدانه نادي برشلونة لإنجاز المشروع بعدما عجز عن دفع أقساطه بفعل الأزمة المالية التي كان يعيشها، بالإضافة إلى تمويلات أخرى غير مباشرة كان يقوم بها بعض أثرياء كتالونيا الموالين لنظام الدكتاتور بتعليمات منه.
استفادة النادي من هذه التسهيلات، أدت إلى بناء ملعب كامب نو في الموعد المحدد، حيث تم افتتاح الملعب في 24 سبتمبر 1957 وكان الجنرال فرانسيسكو فرانكو على رأس المدعوين لحفل تدشين الملعب الذي كان يعتبر وقتها الأكبر في أوروبا، وكان له تأثير كبير على مكانة برشلونة في العالم.
 
تفسيرات السياسية
كانت هذه الخطوة من فرانكو جزءًا من استراتيجية أكبر لاحتواء الأزمات السياسية والاقتصادية في تلك الفترة. ومن الجدير بالذكر أن العديد من مؤيدي برشلونة يعتبرون هذه الفترة محورية لأنها سمحت للنادي بتوسيع إمكانياته الرياضية، رغم أن هذا الدعم كان يأتي في إطار سياق سياسي معقد.
كان الدعم الذي قدمه فرانكو قد جاء في وقت كان فيه النادي في حاجة ماسة إلى التسوية مع النظام الحاكم لضمان استمراره. في تلك الحقبة، ورغم الدعم الحكومي، كان يظل هناك توتر كبير بين النادي والحكومة بسبب الصراع الأيديولوجي بين النظام الاستبدادي في مدريد والهوية الكتالونية التي كان يمثلها برشلونة.
 
الملعب والرمزية
في النهاية، كان بناء كامب نو نقطة تحول هامة في تاريخ نادي برشلونة. ورغم العلاقة المعقدة بين النادي والحكومة، إلا أن ملعب كامب نو أصبح رمزًا للمدينة وللنادي الذي يمثل هوية كتالونيا أمام العالم.
الملعب الذي كانت بداية بنائه بمثابة تحدٍ مالي وقانوني أصبح اليوم واحدًا من أكبر وأشهر الملاعب في العالم. وتجاوزت رمزيته دوره الرياضي ليصبح جزءًا من الهوية الكتالونية التي يعبر عنها النادي حتى يومنا هذا.