كأس العرب وكأس إفريقيا
جياني إنفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم وهو يلتقي بمسؤولي اللجنة الأولمبية القطرية، ويقررون بدون أدنى تردد أن بطولة كأس العرب ستقام في الدوحة بين 1و18 دجنبر من السنة الحالية، وفوق الملاعب التي احتضت مونديال 2022.. كان ذلك إهانة لمنتخبات البلدان العربية المنتمية لشمال إفريقيا التي عليها أن تكون في الشهر نفسه تخوض نهائيات “الكان” وأيضا للإتحاد الإفريقي لكرة القدم وللمغرب مستضيف الدورة.
قد يقول البعض إن المنتخبات العربية المتأهلة لكأس إفريقيا للأمم، يمكنها أن تشارك بالمنتخب الثاني أو الأولمبي أو المحليين، إذ لاشيء يلزمها أن تكون حاضرة بالمنتخب الأول.. ولكن ليس هنا مكمن المشكل، إذ المشكل في أن الفيفا كان قد سبق لها أن ضغطت على المغرب والإتحاد الإفريقي من أجل عدم تنظيم “الكان” صيفا، وذلك لفسح المجال الزمني لتنظيم أول نسخة لكأس العالم للأندية وعدم مزاحمته بالمباريات الإفريقية، وتنازل المغرب على مضض وقبل أن تنظم النهائيات بين دجنبر 2025 ويناير 2026، وإذا بالسيد إنفانتينو يقرر بطولة بلا معنى تنتهي على بعد ثلاثة أيام من كأس إفريقيا المنافسة العريقة التي لها مكانة خاصة في القارة السمراء.
واضح أن الفيفا لا يهمها في حكاية تنظيم البلدان والقارات للمنافسات الكروية، إلا ما ستضمنه هي من أرباح، ومن برمجة زمنية تسمح لمنافساتها التي تنظمها، بالنجاح على جميع الأصعدة المالية والتقنية.. إنفانتينو يقول للإتحادات القارية بطريقة غير مباشرة :” مسابقاتي المربحة أولا، وبعدها فلتلعبوا متى شئتم”!!
وسرعتها في منح قطر احتضان ثلاث دورات لكأس العرب تفضح جشعا ليس غريبا على المنظمة الكروية التي “استحلت” العائدات المالية الضخمة من بلدان الخليج منذ كأس العالم الأخيرة بقطر.
أما الذين ما إن نزل خبر تنظيم قطر لكأس العرب في بداية شهر دجنبر المقبل، وصاروا يتحدثون عن إمكانية تأجيل كأس إفريقيا للأمم بالمغرب إلى موعد آخر، وأن المسؤولين القطريين سينزلون بكل ثقلهم ونفوذهم لدفع باتريس موتسيبي إلى البحث عن تاريخ آخر ل”الكان”، فقط لإظهار المغرب في موقف الضعيف والعاجز عن تنظيم مسابقة إفريقية في موعدها.. فإنهم يناقضون أنفسهم، ويقولون عكس ادعاءاتهم التي تملأ وسائل إعلامهم حول “سيطرة المغرب” و”كولسة” رئيس جامعته في قرارات الفيفا والكاف.