story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

كأس العالم للأندية 2025.. تحفيزات كبيرة وأسباب فشل أكبر

ص ص

يصل الإتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- خلال منتصف شهر يونيو الحالي إلى الموعد الذي خطط له طويلا، لإقامة نسخة موسّعة من بطولة كأس العالم للأندية، في محاولة جريئة لإعادة تشكيل خريطة كرة القدم العالمية على مستوى الأندية. ورغم الميزانية الضخمة التي تلامس مليار دولار والمشاركة الواسعة من 32 فريقًا، إلا أن الحماس الجماهيري يبدو باهتًا، والشكوك تحيط بتجربة جنينية تطرح علامات استفهام كبيرة حول نجاحها واستمرارها، بعدما لاقت صعوبات وعراقيل كثيرة من أجل إخراجها إلى حيز الوجود.

البطولة تقام في 12 ملعبًا أميركيًا، وتمثل تجربة تمهيدية ضخمة قبل استضافة الولايات المتحدة الأمريكية لمونديال 2026. لكن إلى جانب الزخم التسويقي الهائل التي تحاول الفيفا إعطاءه للبطولة، فهي تواجه أسباب فشل متعددة، أبرزها المقاعد الفارغة وعزوف الجمهور، بالإضافة إلى الجدل المتزايد حول قواعد التأهل للمسابقة، والانتقادات بشأن الإنهاك البدني للاعبين وسط جدول مزدحم وشاق في القارة الأوروبية.

مواجهة مثيرة بمدرجات غير ممتلئة

المباراة الافتتاحية بين إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي والنادي الأهلي المصري، ستقام في 15 يونيو على ملعب “هارد روك” في ميامي. ورغم الأسماء اللامعة الحاضرة في المباراة من جانب الفريق الأمريكي، فإن تذاكر المواجهة ما زالت متاحة بكثرة، حتى قبل أيام من انطلاق البطولة. نفس الأمر ينطبق على النهائي المرتقب في ملعب “ميتلايف” في نيوجيرزي، المقرر في 13 يوليوز، وفق المعطيات المتوفرة في منصة بيع التذاكر بموقع الفيفا الرسمي.

جدل التأهل للبطولة

مشاركة إنتر ميامي لم تمرّ مرور الكرام. فالنادي الأميركي تأهل رغم خروجه المبكر من التصفيات، فقط لأنه احتل صدارة الدوري الأميركي. النقاد رأوا في ذلك محاولة واضحة من الفيفا لضمان تواجد ميسي في نسخته الأولى من البطولة الموسّعة، مما زاد من الشكوك حول معايير التأهل التي استُثني منها عمالقة مثل ليفربول وبرشلونة ونابولي، رغم تتويجهم بألقاب محلية كبيرة.

المعايير التي وضعتها الفيفا للتأهل، تعتمد على نوعية الحضور عبر أربع سنوات، فتحت باب التساؤلات على مصراعيه، خاصة بعد استبعاد نادي ليون المكسيكي بطل الكونكاكاف 2023 بسبب تضارب في الملكية، ومنح مقعده لفريق لوس أنجلوس الأميركي.

مليارات العقود ولاعبون منهكون

صفقة حقوق البث التلفزيوني التي وُقّعت مؤخرًا مع منصة “دازن” مقابل مليار دولار رفعت سقف العائدات إلى نحو ملياري دولار. ومع هذه الأرقام، أعلن الفيفا عن جوائز إجمالية بقيمة مليار دولار، منها 125 مليون دولار للبطل –أي أكثر بنسبة 25% مما حصل عليه باريس سان جيرمان بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا.

لكن هذا السخاء المالي في المنح المخصصة للأندية، لم يبدد اعتراضات اللاعبين. فقد تقدّم اتحاد اللاعبين المحترفين بدعوى قانونية ضد الفيفا، محذرًا من أن الجدول الجديد يقضي على فترات الراحة بين المواسم، ويضاعف من خطر الإصابات ويعرضهم لإنهاك بدني يؤثر على مردودهم خلال العودة للبطولات المحلية في شهر غشت.

ملاعب أميركية بشروط الفيفا

لا يزال هناك قلق بشأن أرضية الملاعب بعد كأس كوبا أميركا الموسم الماضي، عندما ركزت العديد من عناوين الصحف الرئيسة على الظروف من دون المستوى والأبعاد الأصغر للملاعب.

وكانت مساحة هذه الملاعب، التي تبلغ 100 متر في 64 مترا، أصغر بـ740 مترا مربعا من الحجم القياسي المعتمد من الفيفا مما أثار استياء واسع النطاق بين اللاعبين والمدربين.

وأكد الفيفا أن ملاعب كرة القدم الأميركية التي ستستضيف المباريات هذه المرة ستتوفر فيها المواصفات المطلوبة، وأن جميع الملاعب عشبها طبيعي وتلتزم بالأبعاد القياسية 105 أمتار في 68 مترا.

مشاركة أندية عريقة

توزعت الأندية المشاركة إلى 8 مجموعات، ويتصدر المشهد أبطال أوروبا الكبار، وعلى رأسهم ريال مدريد – صاحب 6 من آخر 12 لقبًا في دوري الأبطال – إلى جانب بايرن ميونخ ومانشستر سيتي، وبالطبع باريس سان جيرمان المتألق حديثًا بعد فوزه الكاسح على إنتر ميلان في نهائي الأبطال.

لكن المهمة لن تكون سهلة. فالعملاق الفرنسي يجد نفسه في “مجموعة الموت” إلى جانب أتلتيكو مدريد، وبوتافوغو البرازيلي، وسياتل ساوندرز الأميركي.

لكن يتعين عليه القتال في المجموعة الثانية الصعبة التي تضم بطل أميركا الجنوبية والبرازيل بوتافوغو وسياتل ساوندرز بطل الكونكاكاف 2024 بالإضافة إلى العريق الإسباني أتلتيكو مدريد.

الوداد.. مشاركة للتاريخ

يخوض نادي الوداد البيضاوي المغربي منافسات كأس العالم للأندية وسط مرحلة من التجريب والتغييرات الجذرية، بعد موسم محلي صعب أنهاه في المركز الثالث بفارق 16 نقطة عن المتصدر نهضة بركان. ويشارك “وداد الأمة” في البطولة بفضل تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا 2022، رغم تراجع مستواه في الموسم الأخير.

الفريق، الذي اعتاد المنافسة بقوة قارياً ومحلياً، دخل المونديال بعد عملية تجديد شاملة شملت مغادرة أغلب نجومه، أبرزهم القائد يحيى جبران، مع الإبقاء على عدد محدود من الركائز. كما تغيّر الطاقم التقني بعد فشل التعاقد مع مدرب صنداونز رولاني ماكوينا، وتولي محمد أمين بنهاشم المهمة في أبريل الماضي، ليتمكن من تحقيق ثلاث انتصارات متتالية أنقذت موسم الوداد وأنهته بشكل إيجابي.

بنهاشم شدد على أن الهدف الأساسي هو تشريف الكرة المغربية والدفاع عن إرث النادي، رغم صعوبة المواجهة الأولى أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، تليها مباراتان ضد يوفنتوس والعين الإماراتي. واستعد الفريق بمباراتين وديتين خسرهما أمام إشبيلية وبورتو، لكنه أظهر بوادر تحسن مع بداية رسم ملامح أسلوب لعب يعتمد على المرتدات.

ولتعزيز صفوفه، ضم الوداد خمسة لاعبين جدد، أبرزهم نور الدين أمرابط، والمدافع الهولندي بارت مايرس، والمهاجم السوري عمر السومة. ويأمل بنهاشم في سد الثغرات سريعًا وتحقيق أداء جيد والتوقيع على مشاركة مشرفة في أول دورة لكأس العالم للأندية في نسختها الجديدة.