story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

قصة مغربي فقد ساقيه في رحلة “حريك”..بقي في الغابة 8 أيام وعذب بعد توقيفه

ص ص

زار وفد عن جمعية “تويزا” بألمانيا، أول أمس الخميس 8 فبراير 2024، الشاب المغربي شهيد بوعياد، الذي تعرض لاعتداء من طرف الحرس الحدودي لدولة صربيا، حينما كان يحاول الهجرة إلى تركيا بطريقة غير نظامية، وهو الاعتداء الذي نجم عنه بتر ساقيه، وذلك بعد أيام قليلة، على نشر الشاب المغربي، مقطع فيديو يحكي فيه تفاصيل قصته والاعتداء الذي تعرض إليه.

ولم تخلف هذه الحادثة التي تعرض لها الشاب العشريني المنحدر من قرية قاسيطة الواقعة بإقليم الدريوش، عاهة مستديمة فقط للشاب، بل خلفت له كذلك جرحا لن يطاله النسيان، وهو الذي كان يحاول فقط أن يسلك “مسار الحالمين” للوصول إلى الضفة الأخرى.

كل هذه التفاصيل المؤلمة حكاها الشاب شهيد بوعياد في فيديو نشره على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، أملا في أن تجد تفاعلا وتضامنا مع قضيته.

وقال بوعياد، في شريط الفيديو “إنه كان يحلم كأي شاب مغربي بالهجرة إلى أوروبا عبر تركيا، من أجل العمل ومساعدة أسرته”، غير أن القدر كان يخبئ الأسوء، الفشل في الوصول إلى الوجهة التي كان يرغب فيها، وحادث أليم قضى على كل أحلامه بعدما تم بتر ساقيه.

وأضاف بوعياد، “اتجهت رفقة أربعة أشخاص نحو صربيا، لكن محاولتنا في العبور إلى الضفة الأخرى تعثرت، بعد أن لمحنا الحرس الحدودي الصربي، الذي لم يتردد في اعتقالنا”.

وبألم شديد، سرد بوعياد تفاصيل قصته، “لقد قاموا بضربنا وتعنيفنا وتجريدنا من كل ما نملك حتى من الملابس، وتركونا حفاة عراة، ثم انهالوا علينا بالضرب المبرح، لينقلوننا بعدها إلى واد يفصل بين صربيا وبلغريا، أي على بعد ستين كيلومترا من الحدود، حيث أجبرنا الحرس الصربي على قطع الوادي مشيا على الأقدام على الرغم من عدم قدرتنا على المشي”.

“لم نتردد في تنفيذ الأوامر، مثلما لم يتردد عدد من مرافقينا خلال هذه الرحلة الأليمة في العودة إلى صربيا فور مغادرة الجيش، أما أنا فلم أقو على السير، إذ ساءت حالتي كثيرا، ومكثت في الخلاء مع شخص كان يرافقني لمدة ستة أيام، ليغادر المكان بعد هذه المدة، لأبقى لوحدي أصارع ما ألم بي ليومين إضافيين في الغابة”، حسب كلام بوعياد.

واسترسل “بعد مكوثي في الخلاء، لـ8 أيام، لمحت عيناي سيارة أمنية، أطلقت نداء استغاثة، لتنقلني إلى مستوصف صغير اسمه بيروت، هناك بدؤوا في معالجة آثار التعذيب الذي تعرضت له، واكتفى الطاقم الطبي بوضع الضمادات على الجروح، في حين حالتي سيئة للغاية”.

وأضاف الشاب شهيد أنه “بعد ذلك، تم نقلي إلى مستشفى “نيش” ليكتشف الطاقم الطبي أنني أصبت بكسور في الساقين واليد، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلا جراحيا عاجلا”.

وبعد إجراء كافة الفحوصات الضرورية، اكتشف الطاقم الطبي أن “لا أمل في علاج الكسور والجروح الغائرة خاصة على مستوى الأطراف السفلى، مما اضطر الأطباء إلى قطع ساقاي، تفاديا لمضاعفات أخرى قد تكون أكثر خطورة”، يقول بألم.