“قدموا درساً في النضال والصمود”.. حقوقيون وسياسيون يهنئون طلبة الطب بانفراج أزمتهم
بعد 11 شهراً من الغضب وشد وجذب بين طلبة الطب ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، انتهت أخيراً أزمة كليات الطب والصيدلة بتوقيع اللجنة الوطنية للطلبة محضر اتفاق مع كل من الوزير الحالي عز الدين ميراوي ووزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي برعاية وسيط المملكة.
واستقبل سياسيون وحقوقيون ونقابيون نبأ انفراج الأزمة بارتياح، مشيدين بصمود طلبة الطل حتى تحقيق مطالبهم ومسؤولية أطراف الملف التي أدت في رأيهم إلى إعلان الاتفاق الذي أنهى أطول إضراب طلابي في تاريخ المغرب، حيث كان الطلبة قد أعلنوا بداية مقاطعتهم الدراسة والامتحانات في دجنبر 2023.
في هذا الصدد، قال حزب التقدم والاشتراكية إنه يهنئ “بكثير من السرور والارتياح طلبة الطب والصيدلة على تكلُّل نضالاتهم بنجاحٍ كبير، مشيداً “بصمودهم وإيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم، وهو ما أدى اليوم إلى تحقيق مطالبهم المشروعة”.
وعبر الحزب عن شكر “كل من كان له إسهام فاعل في الوصول إلى هذا الحل المنصف”، متمنياً “التوفيق والسداد لكافة الطلبة في استئناف الدراسة والتداريب في أحسن الظروف واستدراك ما ضاع من زمن دراسي، نتيجة شهور طويلة من التعنت وضُعف الإنصات لصوت الحق والعدل والصواب”.
من جهته، كتب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، على حسابه في منصة فايسبوك “ألف مبروك لطلبة الطب على استماتتهم ووحدتهم طيلة الأحد عشرة شهراً رغم الصعاب و التحديات”، لافتاً إلى أنهم “أعطوا درساً كبيراً للجميع عنوانه ما لا نحصله بالنضال نناله بمزيد من النضال”.
وأضاف: “باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ندعوكم إلى المزيد من الوحدة والعمل الجاد لتحصين هاته المكتسبات”.
أما إلهام بلفحيلي عضو الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل فقالت إن اليوم يشهد طي صفحة “من أسوء صفحات التعليم الأكاديمي بالمغرب الحديث، حيث تم إنهاء أزمة طلبة كلية الطب بعد مخاض عسير وصراع مرير ليظهر أن الأمر لم يكن قراراً سيادياً ولا لي ليد الدولة”،مشيرة إلى أن الأمر يتعلق “بعناد وزير وتسلطه؛ هو إلى مزبلة التاريخ والطلبة إلى مدرجات الجامعات”.
وهنأت بلفحيلي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الجديد عز الدين ميداوي لافتة إلى أنه “استطاع بعد أسبوعين من تنصيبه حل أزمة امتدت لسنة كاملة في أطول إضراب في التاريخ البشري”، كما هنأت ممثلي الطلبة “الذين عانوا الكثير وتحملوا الصعاب والاحتجاج وتعرضوا للطرد وواصلوا سبل النضال، لم يخافوا ولم يتراجعوا وتحملوا الضربات من كل صوب والمتابعات، لكنهم ظلوا صامدين”.
وذكرت المتحدثة ذاتها أن طلبة الطب قدموا دروساً في الوحدة والنضال والصمود، مهنئة أسرهم “التي عاشت كابوساً فظيعاً، وعانت ألماً شديداً وهي بين نار مصير أبنائها ونار ما يعيشه فلذات أكبادها من معاناة”.
وقالت النقابية ذاتها إن هذا الانفراج أبان على “أن الوطن به عقلاء وحكماء”، معبرة عن شكرها لمؤسسة وسيط المملكة “على حنكتها في تدبير هذا الملف، ولكل من دعم الطلبة اقتناعاً بعدالة قضيتهم.
وبعد مقاطعة شاملة للدروس والتطبيقات قاربت أن تكمل السنة، أعلن طلبة الطب، اليوم الجمعة 8 نونبر 2024، عن توقيعهم لمحضر تسوية مع التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت إشراف وسيط المملكة.
وقالت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن الاتفاق الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، جاء بعد ما وصفته باليوم الديموقراطي الذي شهدته كليات الطب والصيدلة، حيث صوت الطلاب على المقترح المطروح وبعدها التصويت على تعليق الاضراب المفتوح.
وتضمنت التسوية حسب الطلبة استجابة لأغلبية مطالبهم التي تضمنها ملفهم المطلبي الذي حركهم منذ 16 دجنبر 2023 للدخول في اضراب مفتوح وتسطير حراك طلابي يقولون إنه كان الأطول في التاريخ عالميا، شمل طرد وتوقيف طلاب، وشكايات وجلسات استماع بمخافر الشرطة ومثول أمام القضاء.
ويقول الطلاب إنهم بعد هذا الاتفاق الذي أعقب 11 شهرا من الإضراب والمقاطعة، سيعودون إلى كلياتهم “معززين مكرمين، لطلب العلم والتفوق الدراسي والمساهمة في إشعاعها كما عهد علينا، ابتغاء مرضاة الله أولا ولتقديم عرض صحي يليق بتطلعات الشعب المغربي، وللرفع من جودة التكوين الطبي والعرض الصحي لمؤسسات وطننا “•
ويأتي ذلك بعد أن صوت طلبة الطب الخميس 07 نونبر 2024، عن بعد من أجل التوصل إلى قرار نهائي لحسم أزمتهم، واتخاذ قرار قبول العرض الحكومي أو التحفظ عليه أو رفضه، وذلك بعدما اتجهت عملية التصويت أمس من داخل كليات الطب والصيدلة، نحو رفض العرض الحكومي النهائي الذي تقدم به وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عزالدين ميداوي.