قبيلة “إداوكنيضيف” يرفضون التنازل عن أراضيهم لإحداث منتزه طبيعي
عبرت جمعيات المجتمع المدني بقبيلة “إداوكنيضيف” عن رفضها التام لقرار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رقم 3267.23 القاضي بإجراء بحث علني في شأن إحداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي على أجزاء كبرى من الملكية الخاصة لسكان القبيلة المذكورة.
وأوضحت جمعيات القبيلة التي تضم أزيد من 72 دوارا في بيان لها أن أسباب هذا الرفض تعود لكونه يضرب في عمق قدسية الحق في الملكية، مضيفة أنه لم يأخذ بعين الاعتبار أن “الأراضي المستهدفة ورثها أبناء المنطقة عن الأجداد وهي أراضي الخواص التي أنشئت بسواعدهم “حقول المدرجات”، كما أنها المصدر الوحيد لقوتهم اليومي، ومصدر الفرشة المائية التي يشربون منها. وأنها المجال الوحيد لرعي مواشيهم”
واستنكر اليان التدبير الأحادي لهذا المشروع، واتخاذ الوزارة لهذا “القرار التعسفي الموغل في التحكم والقهر، بتحويل مناطق كبرى من الدائرة الجبلية الآهلة بالسكان إلى منتزه طبيعي، بذريعة التنوع البيولوجي”.
وتابع أن هذا الإجراء من شأنه أن يقيد من الوضعية العقارية للأراضي التي ستحتضن المنتزه، وهو ما يخالف للقانون رقم 22.07 المتعلق بالمناطق المحمية، الذي ينص ضمن مقتضياته على أنه “يجب ممارسة حق الانتفاع بالأراضي الواقعة داخل المنتزهات الوطنية دون إجراء أي تغيير أو تعديل على الحالة أو المظهر الخارجي الذي وجدت عليه هذه الأراضي عند نشأة هاته المنتزهات”.
وحملت الجمعيات إدارة الوكالة الوطنية للمياه والغابات مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء الإقدام على أي إجراء قانوني أو إداري سوف يمس الملكية الخاصة لأراضي سكان المنطقة الموروثة عن الآباء والأجداد قانونيا وماديا، مطالبة ممثلي السكان بالمؤسسات الدستورية من جماعات ترابية وبرلمان برفض هذا المشروع نزولا عند رغبة السكان اللذين يمثلونهم
ودعت البيان وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات العدول عن هذا القرار المقيد لحق سكان “إداوكنضيف” في الحيازة والتصرف الكاملين في أملاكهم الخاصة، مؤكدة ان القبيلة مستعدة عن الدفاع عن الأرض التي هي بمثابة العرض عند أهل سوس، بكل الوسائل النضالية والقانونية المضمونة دستوريا، كما نعبر عن انفتاحنا في إطار التشاور والشراكة الحقيقية للانخراط في أي مشروع تنموي بالمنطقة شريطة الاحترام التام لحق الملكية الكامل وغير المجزئ لأهلنا في “إداوكنضيف”.