قاض فيدرالي يرفض دعوى ترامب ضد صحيفة “نيويورك تايمز” بقيمة 15 مليار دولار

رفض قاضٍ فيدرالي دعوى التشهير البالغة 15 مليار دولار التي رفعها الرئيس دونالد ترامب ضد صحيفة “نيويورك تايمز” ودار النشر “بينغوين”، مبرزا قراره بأن الدعوى التي تقدم بها محامو ترامب ضمت أكثر من ثمانين صفحة من “الادعاءات المتكررة والمديح للرئيس ترامب، دون أن تنجح في إثبات ادعاءي التشهير المزعومين”.
وفي حكم لاذع من أربع صفحات، انتقد القاضي الدعوى لأنها “بشكل لا لبس فيه وغير مبرر” تنتهك القواعد التي تحكم القضايا المدنية، مبرزا أن “الشكوى هي بيان قصير، بسيط، مباشر للادعاءات الواقعية الكافية لخلق مطالبة وجهية قابلة للتصديق للحصول على تعويض، وكافية للسماح بصياغة رد مستنير”.
وأضاف أن “المحامين يحصلون على قدر من الحرية التعبيرية في صياغة ادعاءات موكليهم، إلا أن الشكوى في هذه القضية تجاوزت بكثير الحدود الخارجية لتلك الحرية”، مسجلا أنه “رغم أن الدعوى تتضمن ادعاءين بسيطين فقط بالتشهير، إلا أنها تستهلك خمسة وثمانين صفحة”.
وتابع “يظهر الادعاء الأول في الصفحة الثمانين، والادعاء الثاني في الصفحة الثالثة والثمانين… حتى في ظل التطبيق الأكثر سخاءً وتسامحاً للقاعدة 8، فإن الشكوى غير مناسبة بشكل واضح وغير مسموح بها.”، وهو ما دفع القاضي إلى منح مهلة 28 يوما لإعادة تقديم الدعوى وتعديلها.
وكان دونالد ترامب قد رفع دعوى قضائية بتهمة التشهير ضد صحيفة “نيويورك تايمز” ودار النشر بينغوين وعدد من صحفيي التايمز في محكمة مقاطعة بفلوريدا مساء الاثنين، متهماً إياهم بنشر تقارير “مصممة بشكل محدد لمحاولة الإضرار بسمعة الرئيس ترامب التجارية والشخصية والسياسية.”
وتركزت الدعوى على نشر مجموعة من المقالات في صحيفة نيويورك تايمز تصف عمله في برنامج التلفزيون “The Apprentice”، وعلى قصص مأخوذة من كتاب “الخاسر المحظوظ: كيف بدّد دونالد ترامب ثروة والده وخلق وهم النجاح” الذي ألّفه صحفيا التايمز، ونشرته دار “بينغوين”.
وجاء في الدعوى: “اليوم، التايمز هي لسان حال كامل للحزب الديمقراطي. الروتين التحريري للصحيفة الآن هو التشهير والافتراء الصناعي على الخصوم السياسيين.”
وزعم محامو ترامب أن “نيويورك تايمز” و”بينغوين راندوم هاوس” سعوا ليس فقط للإضرار بـ “السمعة العالمية المكتسبة بصعوبة” لترامب كرجل أعمال، بل أيضاً لإضعاف فرصه في الفوز بانتخابات 2024.
ويذكر أنه في يوليوز، رفع ترامب دعوى قضائية بقيمة 10 مليارات دولار ضد صحيفة “وول ستريت جورنال” بعد أن ذكرت أن ترامب زعم أنه أرسل رسالة بذيئة للممول المشين جيفري إبستين عام 2003 لتضمينها في كتاب بمناسبة عيد ميلاد إبستين الخمسين، وهو ما نفاه ترامب.