story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

قادما من السجن.. “جوماي فاي” يصل إلى رئاسة السنغال محمولا على الأكتاف

ص ص

أحيا باسيرو جوماي فاي، سنة قديمة للشعب السنغالي، بالانتصار لمرشح المعارضة على مرشح الرئيس، بتحقيقه اليوم الإثنين 25 مارس 2024 لفوز من الدور الأول، في الانتخابات الرئاسية السينغالية، على المرشح الذي قدمه الرئيس ماكي صال، رئيس الوزراء السنغالي ومرشح الائتلاف الحاكم للانتخابات الرئاسية أمادو با، في مشهد شد الأنظار، لشاب قادم من صفوف المعارضة وغادر السجن حديثا، بات الآن على مشارف القصر الرئاسي لدكار.

وبعد نتائج اليوم، يصبح جوماي فاي، خامس رئيس للجمهورية السنغالية منذ الاستقلال على فرنسا، حاملا أحلام الجيل الجديد من الشباب الأفارقة، في مشهد وكأن ما عاشه العالم العربي قبل أزيد من عشر سنوات، وصل صداه إلى إفريقا، ليصل الحالمون بالتغيير، من السجون للحكم.

موظف الضرائب الذي لا تريد الرئاسة غيره

ولد باسيرو ديوماي دياخار فاي عام 1980 في مقاطعة مبور غرب السنغال وسط عائلة متواضعة. وبعد حصوله على البكالوريا عام 2000 التحق باسيرو ديوماي بكلية الحقوق بجامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار حيث حصل على درجة الماجستير في القانون.

طبع مساره بالسعي نحو التميز، ويحكى عليه أنه سنة 2000 عندما ظهرت نتائج اجتيازه للباكالوريا، بكى بحرقة لعدم حصوله على الرتبة الأولى، ليجد نفسه بعد 24 سنة من ذلك المشهد، على مشارف قيادة بلاد بأكملها.

بدأت أحلامه السياسية تتشكل عند أول لقاء في مديرية الضرائب والأملاك العقارية مع عثمان سونغو، الذي يكن له الكثير من الاحترام والرجل الذي كان سيحكم السنغال قبل تدخل القدر بقضية أخلاقية وكأن رئاسة السنغال لا تريد غير مفتش الضرائب الملتزم والملتحي.

المرشح المفاجأة

كان اختياره لخوض الانتخابات الرئاسية باسم حزب باستيف المعارض مفاجأة، ليس فقط لخصومه السياسيين، لكن كذلك داخل الحزب، إلا أن الزعيم عثمان سونكو وضع كل بيضه في سلة جوماي فاي، وراهن عليه عندما رأى فيه الشخص “الواضح والمنطقي” الأنسب لرئاسة البلاد من حزبه.

وبحسب عثمان سونكو نفسه، فإن اختيار جوما فاي للترشح كان اختيارا عقلانيا، لأنه يستوفي المعايير التي حددت، “إنه كفؤ ودرس في أرقى مدرسة في السنغال. وبعد قرابة 20 عامًا في العمل في الضرائب وأملاك الدولة حيث حقق إنجازات استثنائية؛ فضلا عن عدم مقدرة أحد الإثبات بأنه لا يتمتع بالنزاهة بل أود أن أقول إنه يتمتع بنزاهة أكثر مني. أنا أضع المشروع بين يديه”.

الأكثر من ذلك، فإن الزعيم السنغالي الجديد، يرى نفسه امتدادا لزعيم المعارضة عثمان سونكو، حتى أن مصطفى ساري المسؤول عن التدريب داخل باستيفيتحدث عن كلا الرجلين بقوله: “إنهما وجهان لعملة واحدة بأسلوبين مختلفين. كاريزما عثمان لا مثيل له، لكن جاذبية ديوماي وبصيرته يثيران ضجة كبيرة”.

أما عثمان يونكو فعندما يتحدث عن جوماي فاس، فإنه يرى فيه نفسه ويقول “باسيرو، هو أنا”، أما أعضاء فرق حملته الانتخابية، فيقولون إن “جوما فاي هو عثمان سونكو الآخر، نسخته المثالية تقريبا، لديهم الرؤية ذاتها، ويفكرون بنفس الطريقة، وفوق كل شيء، لديهم احترام وثقة لا تنقطع”.

لكن مفتش الضرائب لم ير نفسه يدخل في السياسة قبل أن ينخرط في باستيف، الذي شارك في كتابة نصوصه والذي سيدافع الآن عن مشروعه السياسي أمام السنغاليين، لكن هذه المرة ليس بالخطابات والمعارضة، لكن من القصر الرئاسي والقيادة.

الانقلاب بالصناديق على السلطة

ليست المرة الأولى التي يهزم فيها مرشح الرئيس بمرشح معارض في السنغال، لذلك يعتبر البلد استثناء في دول الغرب الإفريقي، فقد وقع المشهد نفسه من قبل مع الرئيس عبدو ديوف حين اختار الشعب الرئيس عبد الله واد بدله، وفعلها السنغاليون مع الرئيس عبد الله واد حين حين حملوا الرئيس ماكي صال إلى قصر الرئاسة، ولكنها المرة الأولى التي يأتي فيها بهذا النوع من المعارضة التي خرج زعماؤها من السجن قبل الانتخابات بقليل.

وعلى الرغم من نبرة التفاؤل الكبيرة التي يعيشها الشارع السنغالي هذه الليلة، في انتخابات لم يصل إليها بسهولة، في أحداث صعبة عاشتها البلاد خلفت أزيد من مائة قتيل، تواجه الرئيس فاي تحديات أهمها إدارة الدولة بكل إكراهاتها الداخلية والخارجية، وضبط إيقاع العلاقة مع رفيقه ورئيسه عثمان سونكو.