في يوم التضامن الإنساني.. المغاربة يواصلون التضامن مع غزة ضد حرب الإبادة منذ أكثر من 450 يوماً
يحل اليوم العالمي للتضامن الإنساني هذه السنة، بالتزامن مع تواصل فعاليات التضامن المغربية مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
ويأتي يوم التضامن، الذي يصادف 20 دجنبر من كل سنة، في سياق أوسع يعكس قيم التآزر والتعاون التي طالما ميزت الشعب المغربي، الذي يخرج في مدن عدة بما فيها الرباط والدار البيضاء ومراكش، للمشاركة في وقفات ومسيرات حاشدة للتعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي هذا السياق، يشهد اليوم الجمعة 20 دجنبر 2024 مظاهرات واسعة بمختلف مدن وقرى المغرب في ضمن فعاليات جمعة “طوفان الأقصى” التي تنظمها الهية المغربية لنصرة قضايا الأمة للحمعة الـ63 على التوالي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة أكتوبر 2023.
ومن المتوقع مساء اليوم تنظيم وقفات بكل من الدار البيضاء وطنجة وأكادير، إضافة إلى وجدة والناظور وتطوان وغيرها من المدن التي قد تتجاوز 50 مدينة بحاول مائة مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
هذا ويستعد المغاربة للتظاهر الأحد القادم 22 دجنبر 2024، للخروج في مظاهرات ومسيرات شعبية بكل من الدار البيضاء وطنجة وغيرها من المدن استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، التي دعت إلى التظاهر بهذا التاريخ في يوم احتجاجي وطني للضغط من أجل وقف اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، التي تواصل ارتكاب مجازر وإبادة جماعية في غزة لما يزيد عن 450 يوماً.
وأظهر استطلاع حديث حول موقف الرأي العام المغربي من القضية الفلسطينية أن الغالبية العظمى من المغاربة تُظهر تضامناً قوياً مع الفلسطينيين، حيث اعتبرت نسبة 97.8 في المائة من المستطلعين أن القضية الفلسطينية هي قضية مغربية، بينما عبرت نسبة 95 في المائة عن رفضها أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.
واعتبر 97.1 في المائة من المغاربة، وفقاً للاستطلاع التي أجري في نونبر الماضي ونشره حزب العدالة والتنمية، أن أحداث 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى) مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، في حين 96.9 في المائة منهم إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي “عدوان وإبادة جماعية” ضد المدنيين الفلسطينيين.
ويأتي هذا الاستطلاع، في وقت شهد فيه المغرب عدة فعاليات تضامنية مع فلسطين، تجاوز عددها 5,000 مظاهرة منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، وفقاً لتصريحات صحافية لمنسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة.
وفي حراك شعبي غير مسبوق، خرج المغاربة في أزيد من 6 آلاف و500 فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، في ظرف عام واحد، منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” التي أعلنتها فصائل المقاومة بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 رداً على الانتهاكات الإسرائيلية.
وشملت آخر حصيلة أعلنتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، للفعاليات التي نظمتها خلال العام المنصرم حتى شتنبر 2024، 5800 مظاهرة و730 مسيرة شعبية، في أكثر من 60 مدينة مغربية، إضافة إلى عشر وقفات مركزية أمام البرلمان المغربي، و25 موكباً تضامنياً للسيارات والدراجات، و120 ندوة ومحاضرة لتنوير الرأي العام وتوعيته في ما يهم معركة “طوفان الأقصى” والقضية الفلسطينية وتطوراتها.
وكانت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، قالت في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن الشعب المغربي يسطر ملحمة تضامنية غير مسبوقة بانخراطه في حراك تضامني شعبي غير مسبوق، شمل جميع مدن وقرى المغرب من خلال وقفات ومسيرات وأشكال تضامنية وتوعوية منتظمة على مدار 52 أسبوعاً على التوالي، منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
ووفقاً لمؤشر صادر عن موقع “World Population Review” العالمي، احتل المغرب في 2023 المرتبة 16 عالمياً فيما يتعلق بتقديم يد المساعدة للغرباء، حيث صرح 70 في المائة من المستطلعين أنهم قدموا مساعدة لشخص لا يعرفونه خلال العام الماضي.
ويقيس هذا المؤشر كرم الشعوب ونزعتها نحو مساعدة الآخرين اعتمادا على ثلاثة محاور رئيسية وهي مساعدة الغرباء والتبرع بالأموال للأعمال الخيرية بالإضافة إلى الوقت المخصص للتطوع.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد اعتمدت يوم 20 دجنبر من كل عام يوما عالميا للتضامن الإنساني، كونه يتماشى مع القيم الإنسانية السامية التي تدعو إلى تعزيز التعاون والتكافل بين شعوب العالم.