في وقفة أمام البرلمان.. صحافيون مغاربة يطالبون بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي
طالب صحافيون مغاربة، السبت 31 غشت 2024، بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وطرد ممثليه، في وقفة رمزية أمام مبنى البرلمان احتجاجاً على الاغتيالات المتواصلة بحق الصحافيين في قطاع غزة والتي فاق عدد ضحاياها 170 شهيداً منذ السابع من أكتوبر عام 2023.
ورفع المتظاهرون، في الوقفة التي دعا إليها ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، شعارات تضامنية مع زملائه في غزة مثل “الصحافي يا شهيد عن دربك لن نحيد” و”الصحافة الشهيدة في التاريخ خالدة”، وأخرى منددة بتخاذل الأنظمة العربية من قبيل “الصحافي في الساحة والجيوش مرتاحة”.
كما نددوا بتواصل حرب الإبادة الجماعية بغزة في الوقت الذي يجد فيه الاحتلال لاستهداف أصوات الحقيقة التي تفضح جرائمه، وذلك بهتافات من قبيل “الإبادة هاهي والحقيقة فين هي”، متنكرين الصمت الدولي أمام تلك الجرائم بهتافهم “كفى من السكوت الحقيقة لن تموت”.
ورفع المشاركون في الوقفة الإعلامية صوراً رمزية تعبر عن ما تعيشه الصحافة خلال تغطية الحرب الحالية، وصور شهداء المهنة في غزة ولبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي أكتوبر الماضي، إضافة إلى صور الصحافية الصهيدة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين والتي تم اغتيالها عام 2022 برصاص قناص إسرائيلي.
هذا وشارك في الوقفة أمام البرلمان بالعاصمة الرباط ممثلين عن هيئات حقوقية مغربية مختلفة، بينها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع.
وكان ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع ندد، في وقت سابق، بمحاولات نائب مسؤول مكتب الاتصال الاسرائيلي حسن كعيبة اختراق الجسم الصحفي المغربي، بهدف تلميع صورة الاحتلال في الوقت الذي يواصل فيه الأخير ارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، داعياً إلى وقفة وطنية بالعاصمة الرباط للتنديد بذلك.
وقال الائتلاف الذي يضم صحافيين وإعلاميين مغاربة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إنه يتابع “بقلق بالغ تحركات نائب مسؤول مكتب اتصال الاحتلال الذي حل حديثاً بالرباط، وهو يحاول استقطاب صحافيين لخدمة الأجندة الصهيونية في المنطقة، وتبييض صورة الكيان التي أصبح واضحاً للعالم مدى قتامتها بما يرتكبه من مجازر بشعة وجرائم منذ أكتوبر 2023”.
وحذرَ الجسم الإعلامي المغربي “خطأ الوقوع في فخ مكتب اتصال الاحتلال بالرباط”، الذي يسعى “لتجريدهم من إنسانيتهم وتلطيخ أيديهم بدماء الأطفال والأبرياء”، مؤكداً على أن “التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني جريمة بحق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية”.
كما شدد على أن أي تعاون مع “الاحتلال الإسرائيلي الذي طالما أثبت عداوته لحرية التعبير والصحافة”، وأي تسويق لروايته “انحياز لمجرمي الحرب، يضع المتورطين بنفس خانة الاحتلال”، مشيراً إلى أن الجسم الإعلامي المغربي بريء من التطبيع الذي عده “تورطاً واضحاً” في التعتيم على الحقيقة والتشجيع على ارتكاب المزيد من المجازر وقتل الأبرياء.
واستنكر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين في غزة، ولاغتيال الذي استهدف مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول ورفيقه المصور رامي الريفي، معبرين عن تضامنهم مع شبكة الجزيرة الإعلامية “التي فقدت ما لا يقل عن 7 صحافيين وعاملين فيها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
يذكر أن عدد الصحافيين الشهداء في قطاع غزة بلغ 170 صحافياً منذ أكتوبر 2023، وذلك بعد استشهاد الصحافي الفلسطيني حمزة مرتجى الثلاثاء الماضي، في نزيف مستمر للجسم الصحافي بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أشهر على القطاع مودياً بحياة أزيد من 40 ألف فلسطيني.