في عهد ديوماي فاي.. السنغال تبحث توطيد علاقاتها الاقتصادية مع المغرب
في ظل مراجعته للسياسة الخارجية لبلاده، بدأ الرئيس السينغالي باسيرو ديوماي فاي عمله على ملف العلاقات السينغالية مع المغرب.
وقالت وزيرة خارجيته، ياسين فال، التي حلت بالمغرب أمس الإثنين 24 دجنبر 2024 في العاصمة الرباط، إن السنغال تعمل على الوقوف على تفاصيل الشراكة التي تجمعها مع المغرب، من أجل الوقوف على ما تحتاجه، وتقويتها، بما يتناسب مع احتياجات البلدين، ويرتقي بها إلى مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين.
واستقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الاثنين بالرباط، وزيرة الاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية السنغالية، ياسين فال، حاملة رسالة خطية إلى الملك محمد السادس من رئيس جمهورية السنغال، باسيرو ديوماي فاي.
وأشادت فال، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، بـ”علاقات التضامن والصداقة والتعاون الاقتصادي” التي تربط بين البلدين، معربة عن الرغبة في “تعزيزها على عدة مستويات”.
كما تطرقت بالمناسبة إلى الاجتماع المقبل للجنة المختلطة المغربية – السنغالية المقرر عقده مطلع سنة 2025، مضيفة أن الأمر يتعلق بفرصة لوضع الأسس “حتى يتمكن الفريقان المغربي والسنغالي من تحديد مجالات وميادين التعاون والشراكة بين بلدينا”.
وبالإضافة إلى ذلك، قالت رئيسة الدبلوماسية السنغالية إنها تباحثت مع بوريطة بشأن مواضيع ذات طابع قاري، وقضايا الشراكة على الصعيدين الإقليمي والأطلسي، مشيرة إلى أن مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا كان أيضا ضمن جدول أعمال اللقاء.
ودخلت السنغال، التي يرى فيها المغرب امتدادا إفريقيا له، بداية مارس الماضي، مرحلة سياسية جديدة برئيس شاب قادم من سجون المعارضة، يحظى بدعم سياسي وينفذ خطابه لقلوب المواطنين الذين مكنوه من أصوات جنبته خوض دور ثاني من الانتخابات، رافعا شعار الإصلاح الداخلي، ومراجعة العلاقات الخارجية كذلك، وسط تساؤل عن مصير العلاقات السنغالية مع المغرب في عهد الرئيس الجديد.
الرئيس السنغالي الجديد كان قد توعد مع قدومه للسلطة بمراجعات نوعية للعلاقات الخارجية لبلاده، وخصوصا تلك المتعلقة بالاتفاقيات التي تربطها بالعالم، وهي مراجعات لمح فاي إلى انها ستبدأ بجوار السنغال، من موريتانيا.
غير أن محللين استبعدوا أن تشمل مراجعات الرئيس الجديد لعلاقات بلاده مع المغرب، لكون المرحلة الرئاسية وتدبير الشأن العام من موقع المسؤولية، سيفرض على ديوماي فاي التريث نوعا ما في اتخاذ قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية على وجه الخصوص، أما العلاقات مع المغرب، فيرون أن لها خصوصيتها التاريخية عند السنغاليين ما يجعلها فوق الخطاب الانتخابي.
وكانت السنغال ولا تزال أبرز مساند إفريقي للمغرب، داخل الاتحاد الإفريقي، وفي منطقة الغرب الإفريقي، كما أن دعمها له في قضية وحدته الترابية كبير وقديم.