story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

في ظل الإبادة الإسرائيلية.. الأمطار والصقيع يزيدان من معاناة أهل غزة

ص ص

ليلة عصيبة عاشها النازحون الفلسطينيون في أنحاء مختلفة من قطاع غزة بعدما غمرت مياه الأمطار خيامهم وتسببت الرياح بتمزق أجزاء منها أو تطايرها بشكل كامل، بعدما تعرضت للاهتراء على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية.

ويتأثر قطاع غزة بمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة ضرب الأراضي الفلسطينية مساء أمس الأحد، بحسب الأرصاد الجوية الفلسطينية، فيما تواصل إسرائيل غاراتها الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة.

وفاقم هذا المنخفض من مأساة النازحين الذين اضطروا لأن يبقوا مستيقظين طوال ساعات الليل من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خيامهم المهترئة والممزقة وحماية أطفالهم من الغرق.

يأتي ذلك وسط حالة من الخوف انتابت الأهالي خاصة النساء على الأطفال وكبار السن داخل الخيام بعدما تسببت موجات الصقيع بمقتل 5 أشخاص معظمهم من الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية.

كما طارد هذا الخوف الأطفال الذين كانوا شهودا على وفاة نظرائهم بسبب البرد حيث تسبب الصقيع بارتجاف أجسادهم الصغيرة وضيق أنفاسهم.

وسيطرت حالة من الفزع على الأطفال بسبب صواعق البرق التي توهجت في سماء القطاع بين الفينة والأخرى، حيث ظن كثيرون منهم أنها ناتجة عن انفجارات قصف إسرائيلي.

وأفاد مراسل الأناضول، بغرق خيام النازحين التي أقاموها في أراض فارغة وملاعب في أنحاء مختلفة من القطاع بعدما دمرت إسرائيل منازلهم وحرمتهم من العودة إلى ما تبقى منها.

وبذلك تضاعفت معاناة النازحين الذين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة في ظل نقص إمدادات المياه والأغذية، ومستلزمات الحياة الأساسية لا سيما الخاصة بفصل الشتاء من بطانيات سمكية ووسائل تدفئة.

ويأتي ذلك في ظل استهداف إسرائيلي متعمد لخيام ومراكز النزوح والإيواء في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة، حيث ارتكب الجيش لأكثر من مرة مجازرا بحقهم ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم.

تفاصيل مأساوية

النازح إياد أبو عودة، الذي غمرت مياه الأمطار خيمته المقامة في ملعب “اليرموك” وسط مدينة غزة، قال، إنهم عاشوا لحظات صعبة الليلة الماضية وفجر الاثنين بسبب المطر الغزير.

وأضاف للأناضول، إن أصعب اللحظات كانت حينما وجد جسد طفله المعاق إبراهيم (9 سنوات) غارقا بمياه الأمطار التي تسربت إلى فراشه داخل الخيمة.

وتابع قائلا: “المأساة التي نعيشها بكل دقيقة صعبة جداً ويجب أن يتدخل كل العالم لكي تتحسن ظروف حياتنا”.

وحذر من كارثة حقيقية خلال الأيام القادمة في حال لم يتم إيجاد حل للنازحين خاصة الذين اضطروا للعيش في الخيام المصنوعة من القماش والنايلون.

وأضاف عن ذلك، إن الخيمة لا تقي من موجات البرد الشديد، لافتا إلى غرقها أكثر من مرة خلال الفترات السابقة التي هطلت فيها الأمطار ما اضطرهم لتغيير مكانها في الملعب.

وأشار إلى أنه نزح قبل أكثر من شهر ونصف من محافظة الشمال إلى غزة حيث لم يجد مأوى لعائلته المكونة من 8 أفراد، سوى الخيمة.

خوف من الموت بردا

تجربة مشابهة عاشتها عائلة الفلسطيني يحيى غبن التي تسكن خيمة في “مخيم الشاطئ للاجئين” غرب مدينة غزة، بعد نزوحها من بلدة بيت لاهيا نهاية أكتوبر الماضي.

تقول ربّة العائلة “إيمان” للأناضول، إنهم حاولوا بكل الطرق توفير بدائل لتجنب الغرق في الشتاء والبرد الشديد لكن كل محاولاتهم كانت فاشلة.

وأضافت: “كنا في منزلنا نعيش معززين مكرمين ولدينا ما يكفي من أغطية لتجنب برد الشتاء والاحتماء من المطر، لكن في الخيمة لا يمكن أبداً توفير ما كنا نوفره بالمنزل”.

وتعيش عائلة غبن المكونة من 5 أفراد بينهم رضيع “قيس” لم يبلغ من عمره العام، ظروفا مأساوية داخل الخيمة جراء البرد ونقص وسائل التدفئة.

وتابعت: “أكثر ما أخاف عليه في البرد والمطر هو ابني قيس الذي قدم إلى الدنيا في هذه الحرب وعاش معنا المعاناة بكل تفاصيلها”.

وتقول: “كل لحظة أنظر إلى ابني وأراقبه جيداً، لأني أخاف أن يموت برداً أو أن تغمره المياه دون أن ننتبه”.

وتلفت إلى أن “جهود المؤسسات الخيرية والإغاثية مهما كانت لا يمكن أن تفي بالغرض لهم لأن النازحين من شمال غزة خرجوا دون أي مقومات حياة وهم بحاجة لكل شيء”.

وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.

بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة وتهجيرهم تحت وطأة قصف دموي وحصار مشدد يحرمهم من الغذاء والماء والدواء.

ذعر ينتاب الأطفال

المأساة ذاتها في المناطق التي تقع جنوب محور “نتساريم” (وسط القطاع) الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي مع بداية عمليته البرية على القطاع في 27 أكتوبر 2023، وفصل خلاله القطاع إلى مناطق شمالية وجنوبية.

النازحون داخل خيامهم عجزوا عن النوم بسبب الأمطار الشديدة التي أغرقت العشرات من الخيام والبرد القارس.

وقال نازحون في أحاديث منفصلة للأناضول، إن أجسادهم لم تعد تتحمل برودة الأجواء في ظل انعدام وسائل التدفئة.

فإلى جانب البرد والغرق، عبر بعض النازحين عن حالة من الذعر انتابت الأطفال جراء صواعق البرق المصحوبة بأصوات رعدية يتبعها أصوات انفجارات ناجمة عن قصف إسرائيلي جوي ومدفعي.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

*الأناضول