في طريقهما إلى أكادير لأجل غزة.. مغربي وجزائري يبلغان الدار البيضاء

وسط حشود من المتظاهرين في الدار البيضاء، التقت صحيفة “صوت المغرب” بزكرياء الناشط الفرنسي من أصل مغربي، الذي كنا قد نقلنا سابقاً قصة مسيرته الإنسانية من أجل غزة، التي انطلقت من الناظور في 13 أبريل 2025، متوجهة نحو أكادير.
وصل زكرياء إلى الدار البيضاء، يوم الأربعاء 30 أبريل، رفقة فرنسي آخر من أجل جزائري، يدعى حسّين، بعدما التقيا في العاصمة الرباط. وتزامن وصولهما مع احتفالات فاتح ماي، حيث انضما إلى حشد من النشطاء والعمال المتضامنين مع غزة في هذا اليوم الأممي، وهناك التف حولهما عدد من المغاربة والأجانب للتعرف على مسيرتهما.
يحكي زكرياء عن هذه التجربة، مستعرضاً رحلته مع رفيقه سيراً على الأقدام عبر عدد من المدن، بدءاً من شمال المملكة وصولاً إلى عاصمتها الاقتصادية. ويقول في حديث مع “صوت المغرب”: “لقد مشيت تقريباً نصف الطريق حتى الآن، ولم أواجه أية مشاكل”، في حين تراجع رفيقه الأول البلجيكي من أصل مغربي لظروف حالت دون متابعته المسيرة.
ويضيف: “انطلقت من الناظور، ثم العروي، فتازة، وفاس، مروراً بمكناس والرباط، والآن ها أنا في الدار البيضاء مع رفيقي الجديد في الرحلة حسّين”، موضحاً أنه انضم إليه بعدما أعجب بمغامرته أثناء متابعته على مواقع التواصل.
وأشار إلى أن وجهتهما المقبلة ستكون مراكش، قبل الوصول إلى مدينة أكادير، موضحاً أنهما قد يواصلان السير إلى ورزازات، ثم العودة باتجاه مدينة وجدة.
وعن وسيلة تنقلهما، أوضح زكرياء أنه يمشي معظم الوقت، لكنه أحياناً يتنقل بالسيارة، نظراً لأن عدداً من المغاربة الذين تابعوا رحلته لا يسمحون لهم بالمبيت في العراء، فينقلونه بسياراتهم إلى بيوتهم وأماكن للمبيت.
وقال زكرياء إنه سبق له أن عبر كامل التراب الفرنسي وجزءاً من إسبانيا سيراً على الأقدام، مشيراً إلى أن الرحلة، بعد استكمالها في المغرب، ستتجه نحو الجزائر وتونس، وقد تمتد إلى ماليزيا، والصين، واليابان، وعدد من البلدان الأخرى التي سيضيفانها إلى قائمة “المسيرة من أجل السلام في غزة”.
وأطلق الناشط الفرنسي من أصل مغربي على هذه المبادرة اسم “المسيرة من أجل السلام”، وهي تجربة ذات أبعاد إنسانية ورياضية، تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى ما يحدث في غزة من مجازر وجرائم بحق المدنيين، وإيقاظ الضمائر الحية تجاه هذه الكارثة الإنسانية.
وأوضح زكرياء أن هذه المبادرة جاءت بدافع الغضب والحزن مما يجري في غزة، قائلاً: “كانت البداية صرخة من القلب! لم أعد أستطيع البقاء مكتوف اليدين، فقررت أن أوظف ما وهبني الله من جسد سليم وصوت وشجاعة لأُساهم بما أستطيع”.
وبرفعه علم فلسطين خلال هذه المسيرة، يوجّه زكرياء وحسّين رسالة إلى العالم مفادها أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية شاملة تستحق الدعم والمؤازرة من جميع الشعوب.
ولا تقتصر المسيرة على بعدها الرمزي فقط، بل تهدف أيضاً إلى تقديم دعم مادي مباشر للضحايا، من خلال جمع التبرعات وتوفير الماء والطعام والحاجات الأساسية للمتضررين من الحرب في غزة.
وأشار زكرياء إلى أن فكرة هذه المسيرة تَولّدت لديه بعد تجربة سابقة خاضها في فرنسا، حيث مشى من باريس إلى نيس، وكانت تجربة ملهمة له ولزوجته التي شاركته تأسيس مبادرة “المسيرة من أجل السلام”.
وقال زكرياء: “سنواصل المسيرة، وربما ينضم إلينا بعض المغاربة في الطريق، إن شاء الله. الجميع مرحب به”.
ويُجمِل زكرياء مغزى هذه الرحلة بالقول: “أعظم أحلامي هو أن أصل إلى حدود غزة، ليس وحدي، بل مع مئات أو حتى آلاف الأشخاص، لنُجبر العالم على الاستيقاظ، ونقول بصوت واحد: أوقفوا المجازر”.