في تقديم مذكراته.. ولعلو يتحسر على “زمن مغربي”: السياسة تراجعت والمسؤولية جماعية

قال فتح الله ولعلو، الكاتب والوزير السابق، إن التجربة الذاتية في المذكرات “ليست مهمة في حد ذاتها”، بقدر علاقاتها بمراحل تاريخية عاشكها الكاتب، مشيراً إلى أن الشخص “له حدود نسبية. كما أن إدماجه في السياق هو الأساس”.
وأوضح ولعلو، خلال تقديم كتابه “زمن مغربي” في لقاء نظمته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أنه انطلاقاً من هذا المبدأ تم اختيار عنوان الكتاب، الذي يسلط الضوء على فترة من حياة الكاتب، قبل الانتقال إلى المرحلة التي تزامن معها.
الكتاب الذي هو عبارة عن مذكرات وقراءات، كما تم تقديمه، يسافر بالقارئ عبر آلة الزمن إلى مرحلة الحركة الوطنية في ستينيات القرن الماضي، وتجربة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبينهما الحركة الطلابية، مشيراً إلى أنها بالذات مرحلة التحول التي أدت إلى ما يسمى”حكومة التناوب”.
وتوقف الكاتب عند علاقاته بشخصيات من أبرز قيادات الاتحاد، مثل محمد الفقيه البصري واختلافاته معه والاحترام بينهما، وعبد الرحيم بوعبيد وقصصه مع الملك محمد الخامس، إلى جانب المجوب بن الصديق وعبد الرحمان اليوسفي.
وأكد ولعلو على ارتباط هويته بالوطنية والديمقراطية والتقدمية، مبيناً أنها كانت مدرسة الراحل عبد الرحيم بوعبيد، موضحاً كيف كان مرتاحاً لها، كما كان مرتاحاً لفترة الكتلة الديمقراطية.
كما عاش وزير الاقتصاد السابق تجربة الكتلة الوطنية عن قرب عام 1972. ويتضمن كتابه في هذا الصدد، صورة له مع رموز هذه المرحلة من أمثال علال الفاسي، وعبد الرحيم بوعبيد، والمحجوب بن الصديق.
هذا ويعتبر ولعلو أن تجربة حكومة التناوب كانت مرحلة إيجابية في تاريخ المغرب، “لأنها مثّلت انتقالاً من عهد إلى آخر، وأدخلت المغرب في المسار الإصلاحي”، إذ أن قضية الإصلاح “كانت غائبة من قبل، بما فيها الإصلاحات بمبادرة ملكية”.
وذكر من أمثلة الإصلاحات التي عايشها في هذه المرحلة، ما يتعلق بالأمازيغية والأسرة والمرأة، إلى جانب حتى الإصلاحات المرتبطة بقضية الصحراء، هذا فضلاً عن استقلال القرار في القضايا الاقتصادية والمالية عن صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي منذ حكومة التناوب.
ويذكر المتحدث أن العلاقة بين الحركة الوطنية والملكية “شكلت دوماً عقداً تاريخياً، بدءاً من عيد العرش، مروراً بوثيقة الاستقلال، إلى استراتيجية النضال الديمقراطي التي كان عبد الرحيم بوعبيد يُديرها بحكمة”.
ويعتبر ولعلو أن تراجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الساحة أدى إلى تراجع السياسة في البلاد برمتها، حيث يرى أن الحزب كان بمثابة قاطرة سياسية. ومع تراجع القاطرة، تراجعت السياسة برمتها، وهو “ما يؤدي بطبيعة الحال إلى وقوع منزلقات”.
ويتحسر الكاتب فتح الله ولعلو، في هذا السياق، على تراجع السياسة، معتبراً أنها مسؤولية جماعية.
وتوقف الكاتب عند ما سماه “التاريخ الخارجي للمغرب”. وقال: “المغرب ليس جزيرة معزولة. وبرغم ما يحدث داخلياً، فإنني أرى أن المغرب يستطيع تدبير قضاياه الداخلية مقارنة بدول الجوار”.
ويرى ولعلو أنه “بفضل إرث الكتلة الديمقراطية والتناوب، لا يزال للمغرب حضور سياسي واقتصادي”. وأشار إلى أن “التوجه الأطلسي الجديد للمغرب إيجابي، لأنه يعزز الارتباط بإفريقيا وأوروبا”.
كما أن انفتاح المغرب على البحر الأبيض المتوسط، وبناء الموانئ مثل ميناء الناظور والداخلة، بحسب تعبير الكاتب “يكرس موقعه كحلقة وصل إقليمية”.