فيدرالية اليسار تكتسح انتخابات فكيك مجدداً.. والتامني تدعو الدولة لالتقاط رسالة الحراك

تمكن مرشحو فيدرالية اليسار الديمقراطي من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات الجزئية لمجلس جماعة فكيك، التي أُعيد تنظيمها للمرة الثانية، عقب استقالة تسعة منتخبين يشكلون نصف المجلس الجماعي، وذلك في سياق الحراك المتواصل منذ أكثر من 16 شهراً للمطالبة بحق الساكنة في الماء.
وفازت الفيدرالية بجميع المقاعد الشاغرة بنسبة 100%، وفق النتائج المعلنة للانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، لملء الشغور الناتج عن استقالة تسعة أعضاء من المجلس خلال شهر ماي الماضي، وهي الاستقالة التي أعقبها فوز مرشحي الفيدرالية في الانتخابات الجزئية السابقة، قبل أن يتقدموا بدورهم باستقالة جماعية مجدداً.
وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، اعتبرت فاطمة التامني، البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس النواب، أن نتائج هذه الانتخابات عبّرت بوضوح عن “إرادة الساكنة المحلية”، و”أثبتت للمرة الثانية وجود وعي جماعي، وإجماع شعبي، وإرادة حقيقية، كما كشفت عن إصرار صلب على رفض خوصصة الموارد المائية”.
وأكدت التامني أنه من الواجب على الدولة “التقاط رسالة ساكنة فكيك” والانتباه لخصوصية المنطقة، مشيرة إلى أن المواطنين هناك “واعون، ومبصرون، وصامدون، ولا ينوون التراجع عن رفضهم لأي محاولة لتمكين الشركات الجهوية من التحكم في الماء”.
وفيما يخص استقالة مرشحي الفيدرالية من المجلس الجماعي عقب فوزهم في الانتخابات السابقة، أوضحت التامني أن تلك الخطوة جاءت احتجاجاً على “الإقصاء الممنهج داخل المجلس، حيث بدا أن الرئيس لا يتعامل إلا مع الموالين له من الأعضاء”.
وأضافت المتحدثة أن مرشحي الحراك الذين خاضوا غمار الانتخابات باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، التحقوا بالمجلس الجماعي “بنية الدفاع عن قضايا الساكنة، وفتح قنوات الحوار مع السلطات، وأداء مهامهم كمستشارين منتخبين، على أمل مراعاة خصوصيات المنطقة والاستجابة لمطالب سكانها”.
لكن ما حدث، تقول التامني، كان عكس ذلك تماماً، إذ “سادت مقاربة انتقامية، تم خلالها إقصاء المستشارين مراراً، والتراجع عن مكتسبات سابقة، وحرمان السكان والشباب من الاستفادة من البرامج التنموية، بل وتم منعهم من استغلال مقالع الرمال، وتعرض أصحاب الشاحنات لمضايقات فقط لكونهم جزءاً من الحراك”.
وأشارت إلى أنه عندما شعر المستشارون بالإقصاء والضغط داخل المجلس، “تشاوروا مع الساكنة ومع قيادة الحزب، وقرروا تقديم استقالاتهم للمرة الثانية”.
واعتبرت البرلمانية اليسارية أن تجربة فكيك تكشف واقع المؤسسات المنتخبة في البلاد، وتبرز مكامن الخلل في الديمقراطية التمثيلية. وقالت: “لقد فضحت فكيك الوضع السياسي، من خلال صمودها ومواجهتها من أجل التغيير، وهذه رسالة على الدولة أن تفهمها جيداً”.
وختمت التامني بالقول إن “عدم الإنصات إلى نبض ساكنة فكيك يعكس غياب العقل الديمقراطي، وإذا كانت المؤسسات المنتخبة عاجزة عن أداء أدوارها، فإن العملية الانتخابية برمتها تصبح بلا جدوى”.
وتعتبر فيدرالية اليسار الديمقراطي نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة “رفضاً جماعياً لقرار تفويت قطاعي الماء والكهرباء للشبكة الجهوية المتعددة الخدمات”، والذي أثار موجة استنكار واسعة “لعدم مشروعيته الديمقراطية”، مما فجر احتجاجات شعبية سلمية مستمرة منذ أكثر من سنتين، عبر خلالها المحتجون عن رفضهم القاطع لقرار التفويت ومطالبتهم بإلغائه.
وفاز الحزب في الانتخابات الجزئية المنعقدة بجماعة فكيك، بإقليم فكيك، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، بنسبة 100 في المائة، وجاءت النتائج كالتالي:
دائرة بغداد : 274 صوتاً
دائرة اورتان: 193 صوتاً
دائرة تاشرافت : 157 صوتاً
دائرة بني داريت: 182 صوتاً
دائرة أولاد سليمان : 141 صوتاً
دائرة الحمام التحتاني : 81 صوتاً
دائرة الحمام الفوقاني : 166 صوتاً