“فوكس” يطالب بإلغاء برنامج لتدريس الثقافة المغربية لأبناء الجالية

وجّه الفريق البرلماني لحزب فوكس في كاتالونيا مقترح قرار بشأن إلغاء برنامج لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) إلى مكتب برلمان كاتالونيا، معتبرًا البرنامج “تهديدًا للثقافة الوطنية الإسبانية”، و”تكريسًا لعزل الطلاب من أصل مغربي”.
وأوضح الحزب الإسباني الذي ينتمي لليمين المتطرف الإسباني في مراسلته أن برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) برنامج يهدف إلى الترويج للثقافة المغربية من خلال التدريس في المدارس الإسبانية الابتدائية والثانوية، مبرزًا أنه على الرغم من أن هذا البرنامج موجّه أساسًا إلى التلاميذ الناطقين بالعربية، وخاصة من أصول مغربية، إلا أنه مفتوح أيضًا أمام باقي التلاميذ.
وأضاف أن تمويل هذا البرنامج يتم من قبل الحكومة المغربية، عبر مؤسسة الحسن الثاني، ويُنسق من قبل موظفين تابعين لسفارة المغرب في إسبانيا ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، مبرزًا أن الأساتذة الموظفون يتم اختيارهم من طرف الحكومة المغربية لمزاولة هذه المهنة في إسبانيا.
في هذا السياق، انتقد الحزب، كون المدرسين الذين يتم اختيارهم للإشراف على البرنامج في المدارس الإسبانية “لا يخضعون لأي إشراف من طرف السلطات الإسبانية أو الكاتالونية المختصة”، مبرزًا أن “مهمة المدارس الكاتالونية تقتصر على توفير القاعات الدراسية اللازمة من أجل تنفيذ هذا النشاط التعليمي”.
وأبدى المصدر ذاته تخوفه من الاتجاه التصاعدي الذي بات يعرفه عدد التلاميذ المقبلين على هذا البرنامج، حيث سجلت السنة الدراسية 2023-2024 ارتفاعًا في عدد المستفيدين ليصل الرقم إلى 2.484 طالبًا بإشراف 33 أستاذًا موزعين على 128 مؤسسة.
وتابع أن جائحة كوفيد 19 أدت إلى تراجع في أعداد المستفيدين منذ تسجيل أعلى الأرقام خلال موسم 2019-2020، حيث بلغ عدد التلاميذ آنذاك 3.527، وعدد الأساتذة 32، فيما بلغ عدد المؤسسات التي احتضنت البرنامج 187 مؤسسة، مبرزًا أنه بالنظر إلى التعافي التدريجي منذ موسم 2020-2021 إلى الموسم الحالي، من المرجح تجاوز تلك الأرقام في السنوات المقبلة.
وأضاف الحزب أن هذا التوجه التصاعدي “لا يُعرّض فقط الثقافة الوطنية للخطر، بل يتعارض أيضًا مع اندماج التلاميذ القادمين من المغرب”، مبرزًا أن “الأولوية يجب أن تكون لتأقلمهم داخل الأقسام الدراسية، لا لتكريس التمييز والعزل”.
وفيما يخص اختيار المدرسين دون مراجعة من طرف السلطات الكاتالونية، أشار إلى حالة أيمن عدلبي، الرئيس السابق للجنة الإسلامية في إسبانيا، الذي يخضع للتحقيق بشأن “علاقات محتملة بالإرهاب”.
ودعا “فوكس” السلطات الإسبانية إلى الاهتمام ببيانات الهجرة المغربية في إسبانيا وكاتالونيا، التي باتت تعرف ارتفاعًا مطردًا ببلوغ الرقم ما يناهز 900 ألف مغربي، منهم ما يقرب من 227 ألفًا في كاتالونيا، مطالبًا بـ”تشجيع تكيف هؤلاء المهاجرين ثقافيًا مع الثقافة الإسبانية، رافضًا القبول بالترويج أو التمويل أو تخصيص فصول دراسية تهدف إلى “تقويض الثقافة الوطنية وخلق صراعات ثقافية”.