story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

فوز حزب العمال في الانتخابات الأخيرة يرخي بظلاله على العلاقات المغربية البريطانية

ص ص

حقق حزب العمال البريطاني فوزا ساحقا في الانتخابات البريطانية التي جرت يوم أمس، بعدما فاز بأكثر من 400 مقعد من أصل 650 مقعدا في مجلس العموم، متقدما بفارق شاسع على المحافظين الذين حققوا ما يقارب 130 مقعدا في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.

وفتحت هذه النتيجة أبواب داونينغ ستريت، حيث يوجد مقر إقامة رئيس الوزراء، أمام زعيم حزب العمال كير ستارمر الذي عين من طرف الملك تشالز الثالث رئيسا جديدا للوزراء في بريطانيا، بعدما تم انتخابه عضوا في البرلمان البريطاني عن دائرته الانتخابية.

وتحكمت مجموعة من الرهانات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مجريات هذه الانتخابات، التي أنهت 14 عاما من حكم المحافظين، الذين عجزوا عن حل عدد من الملفات الكبرى كما يحللها مصطفى كرين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق.

مجموعة من الرهانات

وفي هذا الصدد قال مصطفى كرين إن “الانتخابات البريطانية جاءت في ظل مجموعة من الرهانات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”، موضحا أن الرهان الاقتصادي بالنسبة لبريطانيا هو تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وتدهور القوة الشرائية للمواطنين، وضعف نسبة النمو وما إلى ذلك”.

وأضاف كرين أن الرهان السياسي يتعلق أولا بالموقف البريطاني من حرب أوكرانيا، وثانيا بعلاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، وثالثا بالسياسة البريطانية المتعلقة بما يقع في غزة”.

وعلى المستوى الاجتماعي أبرز المتحدث ذاته، أن بريطانيا تعاني من مجموعة الآفات الاجتماعية “كارتفاع معدلات الجريمة، وتدهور العلاقات الاجتماعية بسبب ما سبق ذكره بخصوص تدهور الوضعية الاقتصادية وما إلى ذلك”.

ويوضح مصطفى كرين أن هذه الأمور كلها جعلت الناخب البريطاني يُحمِل حزب المحافظين الحاكم مسؤولية ما يقع، مبرزا أن “هذه النتيجة التي أفرزتها هذه الانتخابات هي نتيجة منطقية وكانت منتظرة إلى حد كبير، إذا أخذنا بعين الاعتبار تخبط الحزب المحافظين بين رئيسة الوزراء السابقة التي لم تدم رئاستها إلا بضعة شهور وبوريس جونسون الذي فشل في إقناع الرأي العام البريطاني وحزب المحافظين في مواصلة توليه لمنصب رئيس الوزراء وبالتالي فهي نتيجة منتظرة”.

العلاقات الخارجية البريطانية

وسيرسم صعود حزب العمال في بريطانيا إلى السلطة، معالم خريطة جديدة للعلاقات الخارجية البريطانية، وكذا تعاطي المملكة المتحدة مع عدد من الملفات المؤثرة في الأجندات الدولية وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والحرب الروسية في أوكرانيا، وعلاقات بريطانيا مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكذلك الصين.

وعلى مستوى العلاقات مع أمريكا، يؤكد المحلل ذاته، أن هناك بعض الثوابت في السياسة البريطانية في علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية، مضيفا أن “ما أتوقعه على مستوى السياسة الخارجية بالنسبة لبريطانيا أولا تغير نسبي في الموقف من الحرب في أوكرانيا وتغير نسبي في المواقف من الحرب في غزة، وثانيا العلاقات مع الصين حاليا ستشهد نوعا من التحسن وما إلى ذلك، مع إمكانية حصول هدنة في العلاقات مع روسيا أما العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ستظل كما كانت عليه”، يشرح رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق.

العلاقات مع المغرب

وعلى مستوى المغرب، يرى المحلل مصطفى كرين أن العلاقات المغربية البريطانية لن تعرف تغييرا جذريا في الفترة الحالية، كونها تدخل ضمن القضايا المشتركة بين السياسة الخارجية البريطانية والسياسة الخارجية الامريكية.

“المغرب يدخل في المحور الأمريكي وبالتالي فالعلاقات البريطانية مع المغرب لن تتغير بشكل كبير هناك مجموعة من الاتفاقيات المشتركة بين المغرب وبريطانيا ستستمر، ولن يكون هناك أي تغيير جذري، ربما قد يظن البعض بأن تغيير الحكومة قد يؤدي إلى اعتراف بريطانيا بمغربية الصحراء وهذا أمر أستبعده في الظرف الحالي”، يشير المصدر ذاته.

وخلص كرين إلى أن العلاقات المغربية البريطانية “لن تشهد طفرة ولن تتردى بل ستظل في خط مستقيم حاليا لأن هذه العلاقات تدخل في الأجندة الخارجية للسياسة الأمريكية وبالتالي ستظل في جذع المشترك بين السياسة الخارجية البريطانية والسياسة الخارجية الامريكية بعد الانتخابات الحالية”.

ستارمر رئيسا للوزراء

وعين ملك بريطانيا تشارلز الثالث، زعيم حزب العمال كير ستارمر، في قصر باكنغهام اليوم الجمعة 05 يوليوز 2024، رئيسا جديدا لوزراء المملكة المتحدة بعد الانتصار الساحق لحزبه في الانتخابات التشريعية، ليحل محل زعيم المحافظين ريشي سوناك، قبل أن يتوجه إلى المقر الرسمي لرئيس الوزراء لإلقاء خطابه الأول إلى الأمة.

واستعاد حزب العمال، الذي لم يصل إلى السلطة منذ عام 2010، داونينغ ستريت بأغلبية برلمانية مريحة بلغت 174 صوتا، بعد انهيار الدعم للمحافظين.

وحصل حزب العمال بزعامة رئيسه كير ستارمر على ما يقرب من 19 ألف صوت في دائرة هولبورن وسانت بانكراس، متقدما بفارق كبير على أقرب منافسيه، المرشح المستقل أندرو فاينشتاين الذي جاء في المركز الثاني بعدما حصل على 7.3 ألف صوت، وفي المركز الثالث ممثل حزب الخضر ديفيد ستانسيل بحصوله على 4 آلاف صوت.

ومن جهته أعلن قصر باكينغهام أن الملك تشارلز الثالث قبل استقالة ريشي سوناك، بعد لقائهما صباح اليوم، عقب الكلمة التي ألقاها سوناك من أمام داونينغ ستريت التي غادرها لأخر مرة كرئيس للوزراء.