فوزٌ بطعمِ الشّك !
انتصار المنتخب الوطني على النيجر أمس الجمعة بملعب وجدة بشق الأنفس، وفي الوقت بدل الضائع، مسح كل التفاؤل الذي ساد قليلا لدى المغاربة بعد الإنتصار العريض على ليسوطو في آخر مواجهة، وأعادنا إلى دوامة الشك والأسئلة التي لاجواب لها.
وليد الرݣراݣي في التصريحات بعد المباراة، اختبأ وراء عدم حماس بعض اللاعبين، وإجهاد آخرين يلعبون باستمرار في كأس رابطة الأبطال الأوربية، وتلميحات إلى عدم احترام الخصم، ولكن كل هذا لا يصنع جديدا، فالسيناريو الذي شاهدناه بالأمس ضد النيجر، سبق وان شاهدناه في مباريات كثيرة للفريق الوطني مع الرݣراݣي، كان يتعذب ضد منتخبات مجهرية في الخريطة الكروية الإفريقية.
ما فعله منتخب النيجر ومدربه بادو الزاكي في المنتخب الوطني حذر منه الكثيرون ممن يعرفون إفريقيا وأعاجيبها الكروية، ويدركون قدرة منتخباتها الصغيرة على الصمود وإحراج كل من يتبجح بنجومه وقيمته وأمواله، ومن يضعها في الجيب قبل انطلاق المباراة، لذلك فالنيجر وقبلها موريتانيا وأنغولا والموزمبيق والغابون هي أقل من سنصادفه في طريقنا القاري من شراسة وقتالية وإغلاق المنافذ نحو المرمى.
النجاح في إفريقيا لا يكفي فيها وضع 11 لاعبا من المنتمين لريال مدريد ومانشستر يونايتد وباري سان جيرمان وباييرن ميونيخ، وباقي الأندية العالمية، ولا تصنع لك فيها رتبتك الرابعة في المونديال شيئا، بل مطلوب منك فيها التوفر على مجموعة منسجمة ومقاتلة، وراءها مدرب ذكي يتوفر على بدائل متعددة في الخطط التكتيكية تستخرج من اللاعبين أفضل ما لديهم.
الواضح من خلال اللعب العشوائي وكثرة التمريرات الخاطئة بين لاعبي وليد الرݣرأݣي خلال المباراة، وسهولة اختراق دفاعهم في مباراة أمس، أن الأمر يتجاوز مسألة الإستهانة بالخصم أو العياء وباقي مبررات وليد الرݣراݣي لإقناع المنتقدين أن الأمر طارئ عرضي حدث فقط خلال مباراة أمس، لنصل إلى خلاصة تزيد من هذا القلق العام حول مستوى الفريق الوطني، وهي أن الناخب الوطني دفن نفسه في خطته الدفاعية الشهيرة، ولم يعد له اليوم أي قدرة على صناعة مجموعة تلعب بطرق أخرى بديلة.
قد يقول قائل أن الهدف من هذه المباريات هو الفوز بثلاث نقاط، وأخذ العبر واستخلاص الدروس لتصحيح الأخطاء والهفوات، وهذا الكلام قد يكون صحيحا ومنطقيا، ولكن حينما نعلم أن الكأس الإفريقية التي نراهن على الفوز بها، سنجد في طريقنا منتخبات تضاعف قوتها قوة منتخب النيجر ثلاث أو أربع مرات، ولها تشكيلات منسجمة ومتمرسة، وعناصر مثقلة بالخبرة والتجربة، فاللعب ضدها بالطريقة والروح التي شاهدنا أمس، ف “ما غادين نمشيو فين” بكل الصراحة الممكنة.