فورين أفيرز: حرب غزة زادت دعم العرب لحماس
خلص مقال لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، إلى أن الحرب في غزة غيرت آراء العرب وأدت إلى تراجع الدعم لأمريكا وحل الدولتين، مقابل تزايد دعم إيران والمقاومة المسلحة.
المقال الذي كتب بقلم خمسة خبراء من “البارومتر العربي” استنادًا إلى أحدث نتائج استطلاع الرأي أنجز في المنطقة، أشار إلى أن الكثير من الآراء في الآونة الأخيرة تحدثت عن أهمية وقوة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في تشكيل السياسة الإقليمية، لكن كان من الصعب تحديد مدى تأثير الهجمات على الآراء العربية، وبأي شكل.
ويقول كتاب المقال إن الفرق كبير بين الأسابيع التي سبقت الحرب في غزة والأسابيع التي تلتها، مبرزين نتائج استطلاع للرأي أجري في تونس، تُظهر كيف غيّر الهجوم والحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلته، من الآراء العربية.
ويرى الكتاب أن نتائج الاستطلاع “مدهشة”، فالرئيس الأمريكي جو بايدن حذّر مؤخراً من أن إسرائيل تخسر الدعم العالمي لها بسبب غزة، لكن هذا في الحقيقة ليس إلا غيض من فيض. فمنذ 7 أكتوبر شهدت كل دولة مشمولة بالاستطلاع كانت لها علاقات إيجابية – أو آخذة في التحسن – مع إسرائيل، تراجع تحبيذ المواطنين التونسيين لها.
أكبر تراجع في الشعبية بين تلك الدول، حسب المقال، كان من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية، لكن حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط الذين صاغوا علاقات مع إسرائيل على مدار السنوات الأخيرة تعرضوا بدورهم لتراجع الشعبية فيما يخص الرأي العام التونسي.
في الوقت نفسه، شهدت الدول التي ظلّت على الحياد تغيرات طفيفة في توجهات الرأي العام حولها، كما زادت شعبية القيادة الإيرانية، التي تعارض إسرائيل بقوة على طول الخط.
وبعد الهجمات بثلاثة أسابيع أصبحت نسب استحسان الرأي العام التونسي لقائد الثورة الإيرانية علي خامنئي توازي أو حتى تتفوق على نسب استحسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
ويشير المقال إلى أن تونس ليست إلا دولة واحدة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنها تعد مؤشراً واضحاً وقوياً على التغير الواقع، خصوصا أنه في استطلاعات “الباروميتر العربي” السابقة، كانت آراء التونسيين مماثلة لآراء المواطنين عبر أغلب الدول العربية الأخرى.
وعن هذا التغير، يقول المقال إن الأمر يتعلق بتغيرات تدريجية في آراء التونسيين، على مدار الأسابيع التي تلت السابع من أكتوبر، ولم تكن نتيجة لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس، إنما بسبب الأحداث اللاحقة، والمتمثلة بالأساس في تزايد الخسائر في صفوف المدنيين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
في المقابل، يشدد المقال بالاستناد على نتائج الاستطلاع، على أن الحرب على غزة رفعت قطعاً من دعم التونسيين لنضال الفلسطينيين، مقارنة بما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، حيث بات التونسيون يدعمون توصل الفلسطينيين إلى تسوية للنزاع مع إسرائيل باستخدام القوة بدل التسوية السلمية.