story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

فنانون مغاربة: ندين ما يحصل في غزة من انتهاكات ولا نملك إلا الفن للدفاع عن القضية

ص ص

في الوقت الذي شملت فيه حملة المقاطعة العالمية “البلوك آوت”، الفنانين المغاربة الذين اختاروا الاصطفاف داخل المنطقة الرمادية و اعتماد مبدأ الحياد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دون تأييد ولا معارضة، لاقى فنانون آخرون استحسان وإعجاب الجماهير بعد إفصاحهم عن مواقفهم الصريحة الداعمة للقضية الفلسطينية في كل الظروف، فتوثيق الفنان لرؤيته في القضايا الإنسانية الكبرى مثل قضية فلسطين، كان دائما بالنسبة لهم عاملا قويا في تعزيز الهوية، وضلعا من أضلع النضال الفني ضد الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.

بالروح والفن دعم مبدعون مغاربة فلسطين

مع توالي يوميات الحرب على غزة، نالت المواقف التي عبر عنها الممثل المغربي ربيع القاطي تجاه القضية الفلسطينية تنويه وثناء الجمهور المغربي، بعدما صرح بأن علاقته بالقضية الفلسطينية “هي علاقة متوارثة عن أجداده وعائلته التي ربته على حمل هم القضية دوما ودعمها فنيا مااستطاع إلى ذلك سبيلا”.

ويعبر القاطي من خلال تدويناته على مواقع التواصل الاجتماعي أو تصريحاته أن دعم القضية “ليس غريبا على المغاربة الذين كانوا في الجيوش الأمامية لتحرير القدس، وعلى شرف اسمهم شيدت حارة المغاربة فوق الأراضي المقدسة”.

وينضاف إلى القاطي في الدعم المشهود للقضية الفلسطينية المغني المغربي نعمان لحلو الذي أصدر أغنية بعنوان “غزة وشهود الزور” من كلمات الشاعر سعيد متوكل، والتي عبر فيها عن واقع الحال في القطاع الذي يعيش حرب إبادة أمام أنظار العالم.

تقول كلمات الأغنية ” أنا غزة رمز العزة، أنا للي مات وأنا للي عزى”، ويخاطب لحلو الاحتلال في الأغنية قائلا:” اللي معاه ربي ديما منصور، وأنت جيتي تاخد داري وجبتي معاك شهود الزور”.

وأمام العجز الذي يشعر به نعمان حسب قوله، “مامن حيلة لمجابهة الظلم غير الفن والإبداع،الذي يجب أن يكون حاسما في القضايا الإنسانية”، حسب رأيه.

وتفاعل فنانون مغاربة آخرون مع الأحداث في قطاع غزة باستنكار وتأثر شديد، حيث عبرالممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ عن استيائه من حرب الإبادة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد مدنيي القطاع. ونفس الموقف عبر عنه كل من رشيد الوالي وسعاد خيي ومحمد مفتاح والممثل المسرحي حسن الجاي الذين نشروا تدوينات تواكب المستجدات في غزة وتستنكر ما يحصل هناك من فظاعات ومجازر.

المقاومة الإبداعية وجه من أوجه النضال

وتعليقا على الأحداث الجارية في غزة، وحملة “البلوك آوت” التي لم تستثن بعض الفنانين المغاربة من عملية الحظر، قال الممثل المغربي ياسين أحجام في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن الفن يمتلك قوة فريدة في نقل الرسائل وإبراز القضايا الإنسانية الكبرى.

وأوضح أحجام في معرض تصريحه أن الفنان من خلال إبداعاته يمكن أن يشكل أداة فعالة لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في مناطق عديدة في العالم ومنها على سبيل المثال القضية الفلسطينية، وكشف أحجام أن للفن قدرة رهيبة في إيصال الرسائل المعقدة بشكل مؤثر، وإثارة التفاعل والتأمل لدى الجمهور فيما يتعلق بهذه القضايا.

وأضاف أحجام أن قوة الفن في دعم القضية تتجلى في التوعية والإلهام من خلال جذب الانتباه وتبسيط الرسائل المعقدة، وبناء الوعي الجماعي من خلال تعزيز الشعور بالانتماء والتضامن، ثم التأثير العاطفي عبر الوصول إلى العواطف وتحفيز التفكير العميق،إضافة إلى التوثيق والتأريخ من خلال الحفاظ على الذاكرة الجماعية ونقلها للأجيال.

وأكد أحجام أن الفنان “يمكنه التأثير بشكل كبير على محبيه، مما يجعلهم يتبنون موقفه، بفضل شعبيته وقدرته على التواصل العاطفي مع الجمهور، كما يستطيع المبدعون نشر الوعي حول قضية معينة وإلهام الآخرين لدعمها والمشاركة فيها”.

الفن أداة احتجاج تاريخية ضد الظلم

لم يكن الدعم الذي قدمه الفن المغربي للقضية الفلسطينية دعما لحظيا، مرتبطا بسياقات معينة، بل امتد منذ النكبات الأولى للقضية إلى حدود اللحظة.

فقد حملت المجموعات الغنائية المغربية هم القضية الفلسطينية ورفعت صوت آلامها فوق المسارح، بل ومنها من أعد ألبوما كاملا عن فلسطين مثل مجموعة ناس الغيوان، وهناك من أبدع أغنيات متفرقة كمجموعتي المشاهب وجيل جيلالة.

وتعتبر أغنية “القدس” لجيل جيلالة بلحنها الأخاذ وجملتها المتكررة “الله يا مولانا”من أشهر الأغاني التي وحدت آلام العرب وعذاباتهم على حال البلاد العربية وفي مقدمتها فلسطين.

أما فرقة المشاهب فخصت فلسطين بأغاني مباشرة، وأغاني أخرى تناولت القضية من منظور أكثر تعقيدا، حيث ربطت ما آلت إليه أوضاع فلسطين بمسوؤلية العرب عموما،كونها قضية عربية إسلامية إنسانية شاملة.

ولاقت أغاني هذه الفرق الموسيقية نجاحا باهرا في أوانها، نظرا للسياقات السياسية التي طبعت مرحلة السبعينيات من القرن الماضي والمتمثلة في جروح النكبة التي لم تكن قد اندملت بعد.