فلوس اللبن !
بلاغ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بخصوص قيمة الجوائز المخصصة للنسخة الجديدة من بطولة كأس العالم للأندية 2025، كشف فيه عن توزيع مليار دولار أمريكي على الأندية المشاركة بحيث سيتم تقسيم هذا المبلغ بناءً على الأدوار التي تصل إليها الأندية في البطولة، بدءًا من النهائي ومرورًا بنصف النهائي وربع النهائي، وصولًا إلى ترتيب الأندية في دور المجموعات.
الفيفا أكدت أنها ستكشف خلال الأيام القادمة عن الطريقة التفصيلية لتوزيع مبلغ المليار دولار على الأندية، وذلك وفقًا للدور الذي يتأهل إليه كل فريق. كما أكد الاتحاد الدولي أنه سيخصص منحة مالية معينة لجميع الأندية المشاركة في البطولة.
الإهتمام الذي يبديه جمهور الوداد الرياضي منذ مدة طويلة بالحصة المالية التي سيجنيها ناديهم من منح الإتحاد الدولي لكرة القدم، مقابل المشاركة في النسخة الجديدة لكأس العالم للأندية، يمكن تفهمها من زاوية العشق للنادي وأيضا لتطلعاتهم في أن يروا خزينة الوداد “فايضة بالخير”، وليس فيها عجز ولا فقر ولا أحكام الحجز على ممتلكات النادي.
لكن مع كل هذا الإجتهاد المستمر منذ شهور، في البحث عن الرقم الصحيح ل”الهمزة” التي ستأتي بها مشاركة الوداد في مونديال الأندية الصيف المقبل، لا أحد طرح السؤال التالي.. ما الفرق بين 9 ملايين دولار و 10 و15 وحتى 20، إذا كانت ستصل مثل كل الأموال الكثيرة التي “تصرف” فيها النادي عبر تاريخه، إلى أيدي مسيرين هواة آخر ما يفكرون فيه هي الحكامة والشفافية والتخطيط للمستقبل، وإنشاء استثمارات تضمن مداخيل مالية دائمة تساعد على تشييد مؤسسة رياضية لها احتراف حقيقي بكل تفاصيله.
غالبا أن تلك الملايير التي لم تكن في الحسبان، والتي ستسقط على الوداد من الفيفا، أول ما سيفكر فيه أيت منا ومن معه، هو القيام بالمزيد من التعاقدات والإنتدابات لصالح الفريق الأول، وقد يذهب “من البرازيل لهيه” ليصرف ملايير كأس العالم للأندية على استقطاب لاعبين “يبرعهم” برواتب ومنح لم يحلموا بها في حياتهم، مقابل الجلوس في كراسي الإحتياط أو التفرج على الوداد من المدرجات، أو استقدام مدربين فاشلين “بالدقة والتفليقة” وإقالتهم بعد مدة قصيرة مقابل تعويضات الشرط الجزائي، والكثير من المصاريف الضخمة التي لا نتيجة ولامعنى لها أصلا.
كان بودنا كمغاربة أن نفرح جميعا لناد من بلادنا ستأتيه “حصيصة” محترمة من ملايير الفيفا، لو كانت هذه الملايير ستجد مشروعا احترافيا ناجعا، واستراتيجية تستثمر في المنتوج الكروي للنادي، وتخطط لمستقبله عوض هاجس الفوز الفوري بالألقاب وبأي ثمن.. ولكن عندما ترى هذا التدبير الأرعن للأمور المالية داخل الأندية الوطنية، يتحول الفرح سريعا إلى تشاؤم وإلى استحضار المثل المغربي الأصيل: “فلوس الما يديهوم الما، وفلوس اللبن يديهوم زعطوط”!