فاجعة علال التازي.. وزارة الصحة ومعمل “الميثانول” في مرمى الاتهام
أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024 عن السبب الرئيسي وراء حالة التسمم التي أودت بحياة 15 شخصا في سيدي علال التازي وإيقاع ما يقارب المائتي مصاب، بسبب مشروب كحولي، وقالت إن الأمر يتعلق بتسمم بمادة “الميثانول”.
الفاجعة، تثير مسؤولية وزارة الصحة في توفير المعدات الازمة للتدخل في حالات تسمم تستلزم معدات خاصة للعلاج، ومسؤولية المصنع المصدر للمادة السامة في تسربها للاستهلاك الشخصي، وتعيد للأذهان حوادث مماثلة، مثل ما كان قد وقع قبل سنوات في القصر الكبير وأودى بحياة 14 شخص.
مسؤولة وزارة الصحة
وفي حديثه إلى “صوت المغرب”، حلل عزيز غالي، الصيدلاني ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مكونات مادة “الميثانول”، وقال إنها مادة سامة جدا، تؤدي إلى فقدان البصر بشكل كلي أو الوفاة.
وفي حالة التسمم بهذه المادة الخطيرة جدا، يقول غالي أن التكفل بالمريض يستوجب إجراء عملية مستعجلة لغسل الكلي، نحن نعلن أن حالات التسمم بمادة الميثانول، تستوجب بمجرد وصول المريض إلى المستشفى أن تجرى له عملية غسل الكلي بشكل مستعجل، وهو ما يطرح السؤال حول مدى توفر مستشفى مدينة القنيطرة، أول نقطة وصلها المصابون، على آلات لغسل الكلي بالعدد الكافي كي يتمكن من انقاذ المصابين من الموت.
ويضيف غالي، أن العدد الأول من المرضى الذين وصلوا للمستشفى كان هو 44 شخصا، مؤكدا على أن مستشفى مدينة القنيطرة لا يتوفر على 44 آلة لغسل الكلي، لأن الدولة في عهد وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو تخلت على خدمة غسل الكلي وفوتتها للقطاع الخاص، ولم تعد حينها تقوم باقتناء هذه الآلات.
وينبه الصيدلي الحقوقي، إلى أن ما وقع هو نتيجة جزء من مشاكل تفويت الخدمات الصحية للقطاع الخاص ضمن ما يسمى بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، وهو ما يجعل مسؤولية وزارة الصحة كذلك ثابتة، وذلك بسبب عدم توفيرها للآلات الكافية الخاصة بعملية غسل الكلي بشكل مستعجل لكل المرضى.
مسؤولية المصنع
فاجعة العدد الهائل من الوفيات والإصابات بسبب الشروب الكحولي السام يدوي الصنع، تستدعي حسب الحقوقي عزيز غالي مسؤولية المصنع الذي ينتج مادة الميتانول، دون حصر للنقاش في مسؤولية البائع فقط.
مسؤولية المصنع ثابتة حسب الحقوقي، وذلك بدليل أن الفترة التي كان فيها المصنع الذي يصنع الكحول والمواد المعقمة مغلقا لم تسجل أحداث مماثلة.
ويقول غالي في هذا السياق، إن ما يعيشه سيدي علال التازي عاشته منطقة القصر الكبير من قبل حينما توفي 14 شخصا بسبب نفس المادة، وأثير حينها نقاش حول فتح تحقيق في الواقعة من أجل الوقوف على الحيثيات التي أدت إلى تلك الفاجعة، لم تعرف نتائجه لحد الساعة.
ويستاءل غالي، عن الإجراءات والاحتياطات التي اتخذتها الدولة كي لا يتكرر نفس الأمر، وحتى لا تتسرب هذه المواد السامة