story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

فاجعة سبت الكردان تدفع فدرالية حقوق النساء لمراسلة الحكومة

ص ص

وجهت فدرالية رابطة حقوق النساء رسالة مفتوحة إلى كل من رئيس الحكومة المغربية، ووزير التجهيز والنقل، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، تطالب من خلالها بتدخل عاجل وفوري لحماية الأرواح والكرامة الإنسانية للعاملات الزراعيات، وضمان شروط نقل وعمل تحفظ سلامتهن وحقوقهن الأساسية، وذلك على خلفية الحادث المأساوي الذي شهدته منطقة سبت الكردان بإقليم تارودانت.

ودعت الفدرالية في رسالتها، الحكومة المغربية إلى تحمل مسؤوليتها السياسية والمؤسساتية، من خلال فتح تحقيق في فاجعة سبت الكردان لتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من ثبت تورطه المباشر أو غير المباشر.

وشددت على ضرورة توفير وسائل نقل آمنة وقانونية تحترم شروط السلامة وتحمي العاملات من مخاطر الحوادث القاتلة، ومراجعة مدونة الشغل بشكل يضمن إلغاء كافة أشكال التمييز ضد العاملات الزراعيات وتحقيق شروط العمل اللائق، مبرزة أهمية “تسريع تفعيل الحماية الاجتماعية والتأمين الإجباري ضد الحوادث في القطاع الفلاحي”.

وعبّرت الفدرالية في رسالتها، عن استيائها من “تكرار مثل هذه الفواجع”، مشيرة إلى أن الحادثة الأخيرة ليست سوى “حلقة مؤلمة جديدة في سلسلة من المآسي التي تطال النساء العاملات في القطاع الزراعي، في ظروف وُصفت بالقاسية والمهينة”.

وذكّرت الفدرالية بحوادث مماثلة، من بينها فاجعة مولاي بوسلهام سنة 2019، التي راح ضحيتها 14 عاملة زراعية، وحوادث أخرى سجلت في أولاد تايمة، وأكادير/أنزا، خلفت نساءً جريحات ومكلومات، وأسرًا منكوبة “دون إنصاف حقيقي أو حماية فعلية من الدولة”.

واعتبرت فدرالية رابطة حقوق النساء أن تكرار الحوادث المأساوية التي تودي بحياة العاملات الزراعيات، يكشف عن “فشل واضح في اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، وعلى رأسها غياب شروط النقل الآمن والعمل الكريم”.

وأشارت الفدرالية إلى أن “الغالبية العظمى من العاملات الزراعيات يشتغلن في ظروف قاسية وهشة، تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية”، مشيرة إلى مجموعة من الاختلالات البنيوية التي تميز واقعهن المهني.

وأشارت إلى أن ذلك يتمثل في “ضعف الولوج إلى التغطية الاجتماعية والتأمين ضد الحوادث، وغياب المراقبة الجادة من طرف الجهات الوزارية المعنية، سواء على مستوى وسائل النقل أو شروط العمل داخل الضيعات”.

ولفتت المراسلة إلى “استمرار التمييز في الأجور وهزال التعويضات، وظروف عمل مرهقة وغير منصفة، بساعات طويلة دون احترام للحقوق الأساسية، واستخدام وسائل نقل مهترئة وغير مطابقة لمعايير السلامة، تُعرّض حياتهن للخطر يومياً”.

وتساءلت الفدرالية، باسم المجتمع المدني والضمير الحقوقي، عن “استمرار هذه الوضعية المهينة رغم المراسلات والمرافعات المتكررة التي وجهتها للجهات الرسمية، بهدف إصلاح الأوضاع المزرية التي تعاني منها العاملات الزراعيات، سواء من حيث ظروف الاشتغال أو النقل، أو في ما يخص العنف والتمييز المسلط عليهن”.

ودعت إلى “تدخل عاجل وجريء” من طرف الحكومة والوزارات المعنية، لإنهاء هذه المأساة المتواصلة، والعمل على “ضمان الحد الأدنى من الكرامة والحماية والسلامة للعاملات الزراعيات في المغرب”.

وشهدت منطقة سبت الكردان بإقليم تارودانت حادثا مأساويا، الإثنين 26 ماي 2025، إثر انقلاب سيارة كانت تقل 14 عاملة زراعية، مما أسفر عن وفاة خمس عاملات وإصابة أخريات بجروح خطيرة.