فاجعة “بني شيكر” .. رحلة هجرة تخلف وفاة أزيد من عشرة شباب مغاربة والبحر يلفظ جثثا جديدة
بعد ما يقارب الأسبوعين من فاجعة بني شيكر، والتي أدى فيها انقلاب قارب إلى غرق عدد من الشباب المغاربة أثناء محاولتهم الهجرة عبر المتوسط، مخلفة ما لا يقل عن عشر وفيات، وعدد كبير من المفقودين، لا زالت حملة الاعتقالات في المنطقة متواصلة، تطال من يشتبه في تورطه في الفاجعة.
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور، والتي تتابع القضية، إن فاجعة بني شيكر التي شهدتها المنطقة يوم الثلاثاء 27 فبراير 2024 ، شملت الاعتقالات فيها أفرادا من القوات العمومية.
وأوضحت الجمعية أن الأمر يتعلق بـ 8 أفراد من القوات العمومية، منهم 3 من القوات المساعدة، و3 من الشرطة و2 من الدرك الملكي يشتغلون بالناظور وبني شيكر وزايو.
مطالب بالتحقيق
الجمعية طالبت بتوسيع التحقيقات في المنطقة، لتفكيك شبكات الهجرة التي تقود الشباب المغاربة نحو هذه الرحلات المميتة، وذلك بمقابل قالت إنه يصل إلى 11 مليون سنتيم، مشيرة إلى أن “ارتفاع ثمن الهجرة هو في الحقيقة مؤشر على تعدد المتدخلين الذين يقتسمون الأرباح فيما بينهم”.
ووجهت الجمعية رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية أكدت فيها أن إقليم الناظور “يعرف منذ سنتين نشاطا ملفتا لشبكات الهجرة انطلاقا من شواطئ جماعات بني شيكر، اعزانن، بني انصار وأركمان نحو اسبانيا أو نحو مدينة مليلية المحتلة”.
وأضافت الرسالة “عرفت شواطئ جماعة بني شيكر على الخصوص خلال الفترة الماضية تواجدا كبيرا لهذه الشبكات الإجرامية التي فرضت على المرشحين للهجرة مبالغ خيالية وصلت 11 مليون سنتيم للفرد ومستعملة وسائل لوجستيكية متطورة كقوارب الفانتوم التي تستعمل عادة في عمليات التهريب الدولي للمخدرات”.
وأمام هذه الوضعية التي تعرفها العديد من الجماعات الساحلية بالناظور وخاصة جماعة بني شيكر، والتي وصفها بـ”الخطيرة”، طالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور من وزير الداخلية “بفتح تحقيق في الأسباب الكامنة وراء تركز نشاط هذه الشبكات بهذه المنطقة والتدخل العاجل لتفكيكها ووقف نشاطها حماية لأرواح المواطنين وصونا لحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء”.
البحر يلفظ جثثا جديدة
وبعد ما يقارب الأسبوعين من فاجعة غرق ثمانية من المهاجرين المغاربة، لا زالت ساكنة الناظور والمنطقة الشرقية تعيش على وقع الصدمة.
وتنشر عائلات وذوي المهاجرين الذين اعتبروا في عداد المفقودين، إعلانات واستعلامات باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، أملا في العثور عن أبنائها.
وفي السياق ذاته، تقول الجمعية الحقوقية إنه تم العثور أمس بشاطئ تشارانا ببني شيكر على جثتين تم نقلهما إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني بالناظور، تعرفت إحدى العائلات على واحدة منها وهي بصدد القيام بإجراءات تسلمها لدفنها، بينما لم يتم التعرف على الجثة الثانية.
ودعت الجمعية الحقوقية العائلات التي تبحث عن أبنائها المفقودين منذ فاجعة بني شيكر، أن ينتقلوا إلى مستودع الأموات، للتعرف على هذه الجثة.
وكانت السلطات قد أنقذت تسعة من الشباب “كانوا ضمن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين استقلوا قاربا مطاطيا في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من منطقة تشارانا-بومحفوض جماعة بني شيكر، قبل أن ينقلب القارب بسبب سوء الأحوال الجوية، التي سجلت هبوب رياح قوية وارتفاع لعلو أمواج البحر” حسب السلطات المحلية، فيما انتشلت في اليوم ذاته ثمانية جثث.