story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

غوارديولا وأزمة السيتي !

ص ص

هزيمة مانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا في عقر دارهم خلال نهاية الأسبوع الماضي بملعب الإتحاد أمام نادي توتنهام برباعية نظيفة، هي الخامسة على التوالي لفريق كان قبل أسابيع ولمدة أربع سنوات يأتي على الأخضر واليابس، ويجهز على خصومه بحصص عريضة وبأداء مبهر، قبل أن يحدث له هذا الإنحدار الغريب.

لاعبو السيتي خلال المباريات الأخيرة بدوا شاردين ومنهكين ولا يهشون ولا ينشون على خصومهم، وظهرت شوارع في دفاعهم يتلقون عبرها الأهداف بسهولة تامة.. غوارديولا تُظهِره الكاميرات وهو يحك صلعته تارة ويتحدث مع مساعديه بتوتر واضح مبديا عدم فهمه للذي يجري لفريقه.

هي المرة الأولى التي يتعرض فيها المدرب الكطلاني لمثل هذه الهزات في مسيرته التدريبية، فهو لم يعهد في كل الأندية التي مر بها سوى الإنتصارات طوال الموسم، ومنصات التتويج في آخره.

أزمة مانشستر سيتي فتحت الباب على مصراعيها في الصحافة الإنجليزية للمحللين وخبراء “البريميير ليغ”، للبحث في أسباب هذا السلسلة غير المسبوقة من هزائم “السيتيزنس”، ومعظهم يذهبون إلى تفسيرات غياب رودري المصاب بالرباط الصليبي الذي يعد “دماغ” الفريق وضابط إيقاعه وقائده غير المعلن، ثم هناك عدم وجود بديل لوحش الهجوم النرويجي إرلينغ هالاند، وأيضا في تفسير مختصر، إن لاعبي السيتي أصابهم الإنهاك خصوصا وأن غوارديولا لا يدرج في لائحته الكاملة سوى 26 لاعبا يقوم بمداورتهم على المباريات طوال الموسم.

ما يقع لغوارديولا من مرحلة فراغ مع ناديه يمكن أن تقع لأي مدرب كرة قدم، وقد يجد لأزمة فريقه حلولا في الأمد القريب وقد يطول ذلك إلى نهاية الموسم، المهم أن منطق كرة القدم أثبت للذين أطلقوا ألقاب ونعوت “الفيلسوف” و”العبقري” و”المدرب الخارق” و”مبتكر كرة القدم الحديثة” أنها مجرد تعابير للإستهلاك الإعلامي، لا تنطبق ميدانيا على رياضة جماعية ككرة القدم، تتداخل فيها الكثير من الجزئيات ونتائجها في كثير من الأحيان تحددها تفاصيل صغيرة ليست في يد المدرب مهما بلغت “عبقريته” و”فلسفته” و”فهامته”، ويتقاطع فيها مجهود جماعي متكامل يبدأ بالمدرب ثم انطلاقا بطاقمه التقني والطبي المساعد ثم اللاعبين كلٌ حسب دوره ومركزه وكفاءته.

صحيح أن غوارديولا واحد من أبرز المدربين الذين عرفتهم كرة القدم العالمية، وبصمته واضحة في تجديد مفاهيمها التكتيكية، وأيضا رصيده من الألقاب والكؤوس التي حازها مع أندية البارصا والباييرن ومانشستر سيتي، ينهي أي نقاش حول مكانته وقيمته.. ولكن إيصاله إلى تلك الدرجة من التقديس والتهليل والقدرة على تحقيق الإنتصارات بوضع قطع صلبة على سبورة في مستودع الملابس، هو نوع من الإنبهار الخادع، وجهل بتاريخ التدريب ومن مروا من المدربين في ملاعب الساحرةالمستديرة.