story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“غطاء لجرائم الاحتلال”.. دعوات للانسحاب من قمة مكافحة الإرهاب بإسرائيل

ص ص

حثّت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان جميع المشاركين في القمة العالمية المقبلة لمكافحة الإرهاب، المقرر عقدها من 15 إلى 18 شتنبر 2025 باسرائيل، على الانسحاب الفوري، معتبرة المشاركة في هذا الحدث “انخراطاً في تبييض الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”.

وأوضحت الجمعية، في بلاغ لها، أن القمة التي يحتضنها المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب التابع لجامعة ريشمان الإسرائيلية، تُقدَّم كأحد أبرز الأحداث الأكاديمية في مجال “مكافحة الإرهاب”، لكنها في الواقع منصة لترويج الدعاية الإسرائيلية وتبرير الهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين.

وشددت على أن المعهد يقوده مسؤولون عسكريون وأمنيون إسرائيليون سابقون، بينهم إيتان أزاني، عقيد سابق في جيش الاحتلال ومدير المعهد، وشابتاي شافيت، المدير الأسبق لجهاز “الموساد” الذي سُمّيت القمة باسمه، وشارون سابورتاس، الذي أشرف على التخطيط العسكري للهجمات الإسرائيلية على غزة سنتي 2012 و2014، إضافة إلى أليك رون، القائد السابق للشرطة الإسرائيلية الذي واجه دعاوى قضائية بتهم التمييز العنصري ضد الفلسطينيين.

كما ذكّرت الهيئة الحقوقية ذاتها بأن المعهد استضاف في يناير 2025 وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، معتبرة أن ذلك “يكشف بوضوح عن ارتباط المؤسسة بآلة القتل الإسرائيلية”.

وأبرزت أن جامعة ريشمان نفسها، التابعة للمعهد، قد أعلنت منذ أكتوبر 2023 عن “انضمامها إلى جهود الحرب” عبر تخصيص منح وألقاب فخرية للطلاب الجنود المشاركين في العدوان على غزة، وهو ما يوضح التماهي الكامل بين المؤسسة الأكاديمية والجيش الإسرائيلي.

وانتقدت الجمعية أيضاً البعد الأممي في هذا المؤتمر، بحيث أن المجلس الاستشاري للمعهد يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة، بينهم ديفيد شاريا، المدير الحالي لمديرية مكافحة الإرهاب، وجان بول لابورد، المدير التنفيذي السابق للجنة مكافحة الإرهاب (2013-2017)، ومايك سميث، الأمين العام المساعد السابق للأمم المتحدة، معتبرة أن “هذا التداخل المؤسف يمنح شرعية دولية زائفة لجهة متورطة في جرائم ضد الإنسانية”.

وأشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى أن مشاركة وكالات الأمم المتحدة وممثليها في مثل هذه القمم يضر بمصداقية المنظمة الأممية ويضعها في موقع “المتواطئ مع السردية الإسرائيلية”.

كما لفتت إلى أن مؤسس المعهد ورئيس جامعة ريشمان بوعز غانور نشر أبحاثاً تصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه “حرب دفاعية مشروعة”، وتعتبر شعارات مثل “تحرير فلسطين” أو الدعوة إلى المقاطعة الأكاديمية “تجسيداً لمعاداة السامية”، وهو ما يعكس بحسب الجمعية “محاولة شيطنة كل أشكال التضامن مع الفلسطينيين”.

وذكّر المصدر، في هذا الصدد، بأن عشرات الجامعات الأوروبية والعالمية قطعت علاقاتها الأكاديمية مع نظيراتها الإسرائيلية بسبب تواطؤها في سياسات الاحتلال، من بينها جامعة بيزا وجامعة تيلبورغ ومعهد العلوم السياسية في ستراسبورغ، داعيا الجامعات المغربية والعربية إلى أن تحذو نفس النهج.

وخلصت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بيانها إلى التأكيد على أن القبول بالمشاركة في هذه القمة “يُسهم في تبييض جرائم الاحتلال ويشرعن استخدامه لخطاب مكافحة الإرهاب كذريعة لقتل المدنيين”، مجددة دعوتها إلى مقاطعة شاملة للحدث وإنهاء أية علاقة تعاون مع المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب.