“غادي نجيبوها” !
وصول الفريق الوطني المغربي للإناث لنهائي كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، للمرة الثانية على التوالي، بعد انتصار “معذب” بضربات الترجيح، على خصم غاني قوي وعنيد، الأروع فيه ليس فقط التأهل، بل الطريقة التي جاء بها، والروح القتالية العالية التي صمدت 120 دقيقة، والإصرار في العودة في النتيجة بعد شوط أول باهت، تلقت فيه لاعبات خورخي بيلدا هدف السبق، وأضاعت غانا كثيرا من الفرص كان بإمكانها أن تحسم النتيجة لصالحها.
التأهل للنهائي بقدر ما كان أمرا طبيعيا بالنظر للمستوى الجيد الذي قدمته اللاعبات في المباريات السابقة، وأيضا لكون أجواء الحماس الجماهيري التي تصاحب مباريات الفريق الوطني في الملعب الأولمبي بالرباط، بقدر ما ربحنا في هذا المنتخب خاصية مطلوبة كثيرا في إفريقيا ومبارياتها المعقدة، والمقصود بالذكر جانب الصمود البدني والذهني أمام خصوم يتفوقون علينا جينيا في القوة الجسمانية وفي النزالات الثنائية.
مباراة أمس أمام غانا، والسيناريو الذي ربح به الفريق الوطني ورقة التأهل، بعد معاناة كبيرة، وإصرار على مقاومة الإكراهات التقنية، وحسن تدبير المدرب بيلدا لمتغيرات المباراة بالقراءة الجيدة لمكمن الخلل داخل التشكيلة والقيام بالتغييرات المبكرة.. كل هذا يمكن أن يكون نموذجا مثاليا لكيفية اكتساب شخصية البطل لجميع منتخباتنا على الصعيد الإفريقي. خصوصا في المنافسات المجمعة التي يستحيل أن يصل فيها أي منتخب إلى إحراز اللقب دون المرور من مباريات معقدة قد يكون فيها الأداء سيئا، خصوصا في أدوار خروج المغلوب.
هذا المنتخب وإن كنا ننتظر أن يبقي لقب كأس إفريقيا بالمغرب، بعد أن ينجز مهمة مواجهة منتخب نيجيريا القوي في النهائي بنجاح، فلابد من القول إن طريقة لعبه تحسنت كثيرا منذ الإقصاء من دورة الألعاب الأولمبية بباريس في المباراة “الشمتة” التي انهزم فيها أمام زامبيا، وظهرت كثيرا بصمة المدرب خورخي بيلدا في حقن الفريق بالكثير من الروح الجماعية المعروفة عن المدرسة الإسبانية. إذ أحدث مجموعة من التغييرات في مراكز اللاعبات وصار لعب المجموعة أكثر سرعة وفعالية.
رفيقات العميدة غزلان الشباك بدا عليهن خلال مرحلة الإستعداد وخلال جل مباريات هذه الدورة حماس كبير للذهاب بعيدا في المنافسة، والجميل في الأمر أن حتى الضغط الجماهيري وانتظارات المغاربة منهن، حولنها إلى عامل تحفيز إيجابي في اللحظات العصيبة، ظهر ذلك في المباراة الأولى ومباراة نصف النهائي عندما عدن في النتيجة أمام خصمين عنيدين. وهن اليوم على بعد خطوة واحدة من الإنجاز الإفريقي الأول، رافعات شعارهن الحماسي المحفز .. “غادي نجيبوها”.