story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

على رأسهم الصحراوي.. من هم قادة “داعش” في منطقة الساحل؟

ص ص

عاش المغرب هذا الأسبوع حدثاً أمنياً كبيراً، أحبط مخططاً إرهابياً “بالغ الخطورة”، بتفكيك خلية متطرفة في عدد من المدن المغربية بشكل متزامن، الأربعاء 19 فبراير 2025، كانت تستهدف المملكة بتكليف وتحريض من قيادي بارز في تنظيم داعش بمنطقة الساحل الإفريقي.

وقد فتح تفكيك هذه الخلية الإرهابية الخطيرة وخلايا أخرى سابقة، باب التساؤل حول هوية القيادة التي تقود تنظيم “الدولة الإسلامية في الساحل” (داعش)، وأبرز وجوهها وأصولها.

أصول القيادة

كانت القيادة الأساسية لتنظيم داعش في منطقة الساحل، تتألف إلى حد كبير من مسلحين تعود أصولهم إلى الأقاليم الصحراوية للمغرب، وفقاً لموقع بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح “Armed Conflict Location and Event Data (ACLED)، الذي يشير إلى أنه مع ذلك، تم القضاء على جزء كبير من هذه القيادة خلال العمليات العسكرية الفرنسية، ومن أبرزهم عدنان أبو وليد الصحراوي. مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في وجودهم.

وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة الناجمة عن العمليات العسكرية الفرنسية، واصل تنظيم “داعش” في منطقة الساحل منذ مقتل زعيمها عدنان أبو وليد الصحراوي في غشت 2021، إعادة هيكلتها، ودمج القيادة الأجنبية والمحلية من خلفيات عرقية مختلفة، بما في ذلك المسلحون الفولانيون والعرب، والحفاظ على كادر قيادي متنوع.

الفولانيون: شعب يقطن مواطن عديدة في غرب ووسط إفريقيا والساحل الإفريقي.

كما لا يزال العرب من الصحراء المغربية ومالي يتولون مناصب عليا، بما في ذلك أبو البراء الصحراوي، الذي يشغل اليوم منصب الأمير في إحدى المناطق العسكرية الأساسية، التي تعمل انطلاقاً من منطقة عين العربان في مالي، إلى جانب عمله كحاكم حالي.

وقد وضع بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح (ACLED) هيكلة تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة الساحل على الشكل الآتي:

الأمير: أبو البراء الصحراوي
مكتب العمليات العسكرية: محمد ولد مناحة، يوسف ولد شعيب، عبدو تشوغل، موسى موميمي، بولا أغ محمد، جولدي بيرودجي أكا خطيب
مكتب الخدمات اللوجستية: إدريسا ولد شعيب، معاوية
مكتب القوانين والعقوبات: أبو البراء الصحراوي، طلحة الجزائري، يوسف ولد شعيب، دادي ولد شعيب
مكتب المقاتلين الأجانب: أبو عمار الليبي، أبو هاشم، أبو جعفر

وينضاف إلى هؤلاء القادة، أسماء أخرى تتولى مهام في مناصب قيادية، أو المسؤولية على مناطق مختلفة من المساحة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في الساحل، بينها أمية أغ البكاي، وواندين اغ المنير.

وتبلغ مساحة الساحل ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، وتمتد عبر موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

وفي كثير من الأحيان تشير أسماء قادة التنظيم إلى أصلوهم الجغرافية، إذ تعود أصول الذين يرتبط اسمهم بلقب الصحراوي إلى الأقاليم الجنوبية المغرب، أو مالي، مثل عدنان أبو وليد الصحراوي الذي ولد في مدينة العيون المغربية، وانضم إلى جبهة “البوليساريو” الانفصالية، ثم إلى تنظيم “داعش” الذي تولى قيادته في منطقة الساحل والصحراء حتى مقتله عام 2021، ليخلفه على رأس التنظيم أبو البراء الصحراوي.

أما الذين يرتبط اسمهم بـ أغ، فهم في الغالب ينتمون إلى الطوارق، إذ يشير هذا اللفظ في لغات الطوارق، مثل التماشق، إلى كلمة “ابن”، ما يعني أنهم من أصول تنتمي إلى المنطقة الجغرافية بين مالي والجزائر والنيجر. وهو ما ينطبق على واندين أغ المنير، وهو من أصول طوارقية عمل راعياً في منطقة تيسي على الحدود مع النيجر، ثم التحق بالجماعات الإرهابية عام 2017، وأصبحت لديه رتبة عالية في التنظيم لمعرفته بالمنطقة والسكان.

أما دادي ولد شعيب وشقيقه يوسف فينحدران من مالي، مع أمية أغ البكاي، قائد العمليات العسكرية للتنظيم في منطقة أربندا في تيسي وإنتللت بولاية غاوا، الذي أفرجت عنه السلطات المالية نهاية يونيو 2023، وفقاً لصحيفة “جون أفريك”، بعدما اعتقلته قوات برخان الفرنسية في الشهر ذاته، حين كان يتوقع خلافته لأب وليد الصحراوي، قبل تسليمه للنيجر، ومن ثم تسليمه من قبل النيجر لمالي حيث أطلق سراحه.

من هو زعيم “داعش” السابق؟

وُلِد عدنان أبو وليد الصحراوي، واسمه الحقيقي لحبيب ولد عبدي ولد سعيد ولد البشير، في مدينة العيون المغربية عام 1973، قبل الانتقال إلى مخيمات تندوف في الجزائر، حيث انضم إلى جبهة “البوليساريو” وتلقى تدريباً عسكرياً.

وغادر الصحراوي، الذي عدّه موقع وزارة العدل المغربية أحد الناشطين الأوائل في صفوف “البوليساريو”، مخيمات تندوف إلى مالي في العام 2010، مع بعض رفاقه قصد الانضمام إلى كتيبة “طارق بن زياد” ذات الصلة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وبعد ذلك بعام، أسس حركة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا في منطقة غاو.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح أبو وليد الصحراوي، وفقاً للجنة الوطنية المكلفة بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة بالإرهاب وانتشار التسلح وتمويلهما، التابع لوزارة العدل، (أصبح) إلى جانب الجزائري مختار بلمختار، أحد أقوى القادة الجهاديين في منطقة الساحل وأكثر الإرهابيين المطلوبين في غرب إفريقيا.

وفي ماي 2015، أعلن الولاء لتنظيم “داعش” وأنشأ فرعاً لها في المنطقة تحت مسمى “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.

وقُتل الصحراوي على يد القوات الفرنسية في منطقة الساحل في غشت 2021. إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن زعيم تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى قتل على أيدي قوات بلده.

ووصف ماكرون مقتل الصحراوي بأنه “نجاح كبير آخر في المعركة ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل”، في حين قالت وزيرة الدفاع الفرنسية آنذاك فلورنس بارلي، إن الصحراوي مات بعد ضربة شنتها قوات “عملية برخان” الفرنسية التي تقاتل في الساحل، مشيرة إلى أنها كانت “ضربة قاصمة لهذه المجموعة الإرهابية”.

أبو البراء الصحراوي يعلن مبايعة تنظيم داعش من منطقة الساحل / 2022

وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد تمكن، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح الأربعاء 19 فبراير 2025، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.

وأفادت معطيات أمنية بأن الخلية الإرهابية تلقت أمرًا بتنفيذ عملياتها الإرهابية من تنظيم “داعش”، يوم الأحد الماضي.

وأوضح المصدر ذاته، أن أمر التنفيذ كان عبارة عن شريط فيديو يبارك العلمية ويحث “جنود الله في الأرض” على التنفيذ، مشيرا إلى أن معتقل العيون ومعتقل تامسنا كانا على علاقة مباشرة بمسؤول تنظيم “داعش”، فيما الباقون كانوا اتباع مهامهم التنسيق والتنفيذ.