story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

عقيد إسباني يحذر من وتيرة تسلح المغرب ويعتبرها “تهديدا خطيرا” لإسبانيا

ص ص

قال العقيد الإسباني المتقاعد والمحلل العسكري بيدرو بايوس، إن “عملية إعادة تسليح المغرب قد تصبح في المستقبل تهديدًا خطيرًا للسيادة الإسبانية”، موضحا أن “هناك مخاوف متزايدة بشأن مدن مثل سبتة ومليلية، وكذلك جزر الكناري، التي قد تكون معرضة لخطر الضم من قبل المغرب”.

وأضاف بايوس، نقلا عن مصادر إسبانية، أن “المغرب يعمل على تعزيز قدراته العسكرية من خلال صفقات تسلح متطورة، كان آخرها الأنباء عن شراء 32 مقاتلة من طراز F-35، التي تعد من بين أكثر الطائرات المقاتلة تقدمًا في العالم، مشيرا إلى أن هذه الطائرات تُستخدم من قبل دول الناتو مثل إيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، وكذلك من قبل دول أخرى مثل تركيا، التي تحافظ على علاقات مع روسيا والصين”.

وأوضح العقيد الإسباني أن “هذه الاستراتيجية المغربية لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز الاقتصاد ليصبح المغرب لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات”، معتبرا أن هذا التطور “قد يمنح المغرب مزيدًا من الاستقلالية والقوة على المستوى الدولي، ما قد يؤثر على ميزان القوى في المنطقة”.

وأشار بايوس إلى أن “إسبانيا، رغم تفوقها الحالي على المغرب من حيث القوة العسكرية، قد تجد نفسها في وضع مختلف خلال السنوات القادمة إذا استمر المغرب في التحديث العسكري بوتيرة متسارعة”، مضيفا أن المغرب حصل على طائرات مسيّرة قادرة على حمل 1.5 طن من المعدات، إلى جانب استثمارات أخرى في مجال الدفاع.

وتابع المحلل العسكري بأن إسبانيا “لم تتفاعل مع هذه التغيرات بنفس الحماس، حيث تواصل تحديث جيشها، لكن العديد من المشاريع لم تُنفذ بعد”، مؤكدا أن هناك خططًا لتطوير قدرات الجيش الإسباني، مثل شراء مركبات روبوتية ودراسة تحديث دبابات “Leopard 2 ES” إلى النسخة “A8″، إلا أن وتيرة التنفيذ “لا تتناسب مع التطورات السريعة التي يشهدها المغرب”.

كما أوضح العقيد الإسباني أن المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها القوات المسلحة الإسبانية بمشاركة الفروع الثلاثة، تهدف إلى “زيادة الكفاءة في مواجهة أي هجوم محتمل من الجبهة الجنوبية”، ورغم أن السلطات الإسبانية أكدت أن هذه التدريبات ليست موجهة ضد المغرب، إلا أن بايوس اعتبر أنه “من الصعب تصديق هذا التفسير في ظل المستجدات العسكرية في المنطقة”.

وأضاف بايوس أن “العلاقات بين المغرب وإسبانيا شهدت تقلبات تاريخية مستمرة، بدءًا من الحروب في القرن التاسع عشر مرورًا بالتوسع الاستعماري الإسباني، وصولًا إلى المواجهات في إفني والصحراء خلال منتصف القرن العشرين، وأخيرًا حادث جزيرة ليلى في عام 2002”.

وفي غضون ذلك، أكد بايوس أن “هذه التوترات تجعل من الصعب اعتبار الوضع الحالي مستقرًا على المدى الطويل”، مشددا على ضرورة أن “تأخذ إسبانيا هذه التطورات على محمل الجد”، كما حذر من “استمرار التسلح المغربي دون ردود فعل استراتيجية من الجانب الإسباني، ما قد يؤدي إلى تغيرات جيوسياسية غير متوقعة في المستقبل”.