story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

عفوا لسنا مرشحين!

ص ص

مع اقتراب ضربة البداية لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، يكثر الحديث خلال هذه الأيام من طرف وسائل الإعلام و الجمهور عن المنتخبات المرشحة للظفر بهذه الدورة، حيث هناك شبه إجماع من طرف الصحافة الدولية و اللاعبين و المدربين الذين تم استجوابهم، على أن دورة الكوت ديفوار ستكون من أصعب دورات كأس إفريقيا منذ انطلاقتها، بالنظر لقيمة المنتخبات المتأهلة، وأيضا لوجود العديد من نجوم كرة القدم الذين يتألقون في مختلف الأندية الأوربية، و أيضا المدربين المثقلين بالتجربة على مستوى القارة الإفريقية، الذين يعرفون تدبير المواجهات والتعامل مع أجواء القارة.

طبعا، جل الترشيحات الأولى للفوز باللقب كانت من نصيب المنتخب المغربي، تليه باقي المنتخبات منها حامل اللقب الأخير المنتخب السنغالي، ثم وصيفه المنتخب المصري، وأيضا منتخب البلد المنظم الكوت ديفوار، إضافة إلى المنتخبات الإفريقية الكلاسيكية كالكاميرون ونيجيريا و غانا.

الكل يعطينا نسبة كبيرة لإضافة اللقب الثاني لخزينة الكرة المغربية الفقيرة من حيث الألقاب الأفريقية، فقط لأننا “خرجنا من الجنب” في قطر قبل عام، وحققنا الرتبة الرابعة في المونديال وسط ظروف مثالية، وهو معيار لا علاقة له بإفريقيا ولا بكرتها و لا كؤوسها.

أن تضع المغرب كأول المرشحين للظفر بكأس دورة الكوت ديفوار، من المفروض أن يكون وفق معيار الدورة السابقة في الكاميرون، وأيضا وفق تاريخنا في هذه الكأس بصفة عامة، وهل توفرت لدينا يوما ما شخصية البطل، وكاريزما تحدي الأجواء الإفريقية التي لا يخفى على أحد مهلكاتها، وكيف خاض لاعبو وليد الرݣراݣي وديتهم الأخيرة ضد الكوت ديفوار قبل أشهر.

نحن فقط أمام نوع من “الرواج” الإعلامي يلقي الترشيحات على عواهنها، وأيضا أمام تصريحات معهودة لمدربي المنتخبات المشاركة تدخل في خطة إبعاد الضغط و الأنظار عن لاعبيهم بترشيح منتخبات أخرى للفوز باللقب، وحقيقة الأمور ستبدأ في الإتضاح ابتداءً من الثالث عشر من هذا الشهر، حيث الكلمة لأرضية الميدان التي ستكشف بالتدريج ومع تلاحق الأدوار عن ملامح المنتخب الذي باستطاعته الصمود في الأجواء المعلومة حتى المباراة النهائية.

نعم سقف الإنتظارات من المنتخب الوطني عال جدا في المغرب، والجميع يقول هذه فرصتنا مع هذا الجيل الذهبي لفك عقدة الفوز بالكان، لكن الواقع وتاريخنا مع النكسات الإفريقية يقول إننا على الورق لسنا بالمرشح الأول للفوز باللقب، وهذه حقيقة يعرفها كل من عايش مشاركات الفريق الوطني في الكان، حيث طالما ذهبنا بتشكيلات قوية من اللاعبين، لكن فوجئنا في الأخير بعودتها صفر اليدين.

أرَجح أن وليد الرݣراݣي يعرف جيدا معطى صعوبة الأجواء الإفريقية، وتعب الحفاظ على روح المجموعة في بطولة مجمعة، ويدرك جيدا أهمية التعامل مع تلاحق الأدوار و صعوبة المباريات دورا بعد دور، وأنه سيلجأ إلى استراتيجية معروفة لدى المنتخبات التي تلعب على الأدوار المتقدمة في النهائيات، أي اللعب على تجاوز دور المجموعات بأقل مجهود، والاحتفاظ بالمخزون البدني لما بعد دور الثمن، حيث المباريات الحارقة التي تحتاج إلى القوة الذهنية و”الغرينتا” لتجاوز الخصوم المجربين.

لكل هذا، يجب أن لا ننتظر أداءً كبيرا من المنتخب الوطني في المباريات الأولى، وأنه سيكتسح خصوم المجموعة بحصص كبيرة .. لأن هذا الأمر فعلناه في دورات سابقة في الدور الأول وتأهلنا بالعلامة الكاملة، لكن في الدور الثاني حدث الإنهيار البدني والملل من الأجواء ونشبت الخلافات، فكان مصيرنا العودة مبكرا إلى المغرب، وهو سيناريو لا نريده أن يحدث مرة أخرى.